ولمّا بلغ مسلم بن عقيل خطبة ابن زياد
ووعيده وظهر له حال النّاس ، خاف أنْ يؤخذ غيلةً ، فخرج من دار المختار بعد العتمة
إلى دار هاني بن عروة المذحجي ، وكان شديد التشيع [١]
، ومن أشراف الكوفة [٢]
، وقرّائها [٣]
، وشيخ مراد وزعيمها ، يركب في أربعة آلاف دارع وثمانية آلاف راجل ، فإذا تلاها
أحلافها من كندة ركب في ثلاثين ألفاً [٤]
، وكان من خواصّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [٥]
، حضر حروبه الثلاثة [٦]
، وأدرك النّبي (ص) ، وتشرّف بصحبته ، وكان له يوم قتله بضع وتسعون سنة [٧].
ونزل مع مسلم بن عقيل شريك [٨]
بن عبد الله [٩]
الأعور الحارثي
[٩] مقتل الخوارزمي ١
ص ٢٠١ : لقد اشتبه الأمر على الحجة السيد الامين في التعريف عن شريك (بالهمداني) ،
والذي أوقعه في الاشتباه كلّ من ؛ الخوارزمي في مقتل الحسين ، وابن نما في مثير
الأحزان ، مع ما ذكره ابن جرير في الذيل على تاريخه الملحق بالجزء الثاني عشر من
تاريخ الاُمم والملوك. فإنّ سلسلة النسب المذكورة لشريك هي للحارث بن الأعور صاحب
أمير المؤمنين ؛ ومنشأ الاشتباه قول المؤرخين (شريك بن الأعور الحارثي) ، وذهب
عليهم أنّ شريكاً مذحجي والحارث الأعور همداني. وممَّن نصّ على مذحجية شريك ابن
دريد في الاشتقاق ص ٤٠١ ، فإنّه قال : من رجال عبد المدان بن الحارث ، شريك بن
الأعور الذي خاطب معاوية فقال :
أيشتمني
معاوية بن حرب
وسيفي
صارم ومعي لساني
وفي صفحة ٣٩٧ وما بعدها : رجال سعد
العشيرة يسمّون مذحجاً ، وهو مالك بن أدد ، ومن رجالهم عبد المدان ، وبيت عبد
المدان أحد بيوتات العرب الثلاثة ؛ بيت زرارة بن عدس في بني تميم ، وبيت خذيفة بن
بدر في فزارة ، وبيت عبد المدان في بني الحارث ، ومن رجالهم شريك بن الأعور الذي
خاطب معاوية وله معه حديث. والمحاورة التي جرت بين معاوية وشريك ذكرها الهمداني في
(الاكليل ٢ / ٢٢٩ طبعة مصر سنة ١٣٨٦ ـ) ، وذكر فيها أربعة أبيات لشريك. وذكرها
الابشيهي في (المستطرف ١ / ٥٥ الباب الثامن) في الأجوبة المسكتة ، وذكر ثلاثة
أبيات. وذكرها ابن حجة في (ثمرات الأوراق) على هامش المستطرف ١ / ٤٥ ، وذكر
الأجوبة الهاشمية ولم يذكر الشعر ، وذكر ستة أبيات فقط في (الحماسة البصرية ١ / ٧٠).
وفي مادة (عوى) من تاج العروس الاشارة إلى هذه المحاورة. وفي (ربيع الابرار) للزمخشري
باب الأجوبة المسكتة ذكر المحاورة وأبياتاً أربعة. وممّا يستأنس لمذحجيته ،