نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 156
يرضى أبداً أن
يساعده أحد في شؤونه ، وكان يقول : المرء أولى بحمل متاعه ـ كما ورد في الخبر
الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) ـ.
كان مراجعنا الكرام من تواضعهم يصدّرون
أسمائهم في التوقيع بقولهم : الأحقر ، أقلّ الطلاّب ، وكان صدر المتألّهين يكتب
بعض الفقراء من الاُمّة المرحومة.
كان آقا رضا الهمداني ، ذلك الرجل
المحقّق الكبير ، من شدّة تواضعه يقوم للطلاّب جميعهم حتّى في أثناء الدرس ، وكان
يشتري لوازم بيته بنفسه ، ويعيش بين الناس ، وهكذا رجال الدين اقتداءً برسول الله
من الناس وإلى الناس ومع الناس ، كان فينا كأحدنا ، من دون امتياز واستعلاء ، بل
في خدمة الناس ، فخير الناس من نفع الناس ، تقرّباً إلى الله تعالى ، وبهذا يمتاز
طالب العلم في سيرته الأخلاقية عن الباقين.
فرجل الدين يحمل هموم الناس : (حَريصٌ
عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنينَ رَؤوفٌ رَحيمٌ).
فيعاملهم معاملة الأب العطوف الذي
يتمنّى لأبنائه الصالحين السعادة الأبديّة. ويشهد التأريخ أنّ أنفع الناس للناس ،
وأشدّهم خدمةً لهم ، يشاركونهم في أفراحهم وأحزانهم بعد الأنبياء والأوصياء هم
العلماء ، فإنّهم تحمّلوا المشاقّ والصعاب وواجهوا التحدّيات وأنواع الجور والظلم
والجنايات ، وبذلوا جهوداً جبّارة في خدمة الناس وحلّ مشاكلهم ، وفي سبيل تحريرهم
من نير الفقر والظلم ، وإحياء القيم الإلهية والإنسانية ، ووضع إصر الأغلال عن
الناس.
فالعالم جماهيريّ العقليّة والروح ،
يكنّ بين أضلعه حبّ الناس.
كان والدي (قدس سره) حينما تسأله والدتي
عن كثرة لقائه بالناس ليل نهار ، فكان في خدمتهم حتّى منتصف الليل ، فأجابها
تكراراً : من حين لبسنا هذا الزيّ ـ العمّة والعباءة ـ فإنّا وقف للناس ، وصاحب
الزمان (عليه السلام) يرضى منّا بذلك.
كان الشيخ زين العابدين المازندراني من
أوتاد الأرض ، يروي ولده أنّه
نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 156