نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 155
وهذه الخيم دون أبسط
المقوّمات ، هؤلاء هم عباد الله وهم أفضل ، هم أفضل منّي ، ويحتمل أن يكونوا أفضل
منكم ، فلماذا لا نفكّر بهم دائماً.
كان يقول (قدس سره) : « أنا طلبة » أي
طالب علم ، أنا خادم الناس ، لا تقولوا لي قائداً ، يا ليتني كنت أحد حرّاس الثورة
الإسلامية ...
وهذا الآخوند الخراساني المحقّق الكبير
كان متواضعاً جدّاً خصوصاً مع أهل العلم ، كان يبادر أصغر الطلاّب بالسلام ، ويقف
لهم في المجالس احتراماً ، كان يجلّ أهل العلم كثيراً. وعندما يطرق أحد الطلبة
داره بعد منتصف الليل ليرسل خادمه معه إلى قابلة لوضع حمل زوجته ، فيأبى الآخوند
على أنّ الخادم نائم وأنا شخصيّاً أذهب معك ، فيذهب معه حاملا الفانوس ينتقل معه
من زقاق إلى زقاق حتّى قضى حاجته.
وهذا الشيخ الأنصاري الشيخ الأعظم كان
يداري الناس ويعاملهم معاملة جميلة ، لا سيّما طلاّب العلوم الدينية ، في بعض
الأيّام كان يتأخّر عن وقت الدرس المحدّد ، فسئل عن سبب ذلك؟ فأجاب : أحد السادة
الهاشميّين يحبّ دراسة العلوم الدينيّة ، وفاتح بذلك عدّة أشخاص ليدرّسوه
المقدّمات ، إلاّ أنّ أحداً منهم لم يوافق ، واعتبروا أنّ شأنهم أجلّ من أن
يتصدّوا لهذا الدرس ، وقد تولّيت تدريسه.
رأى أحد زوّار أمير المؤمنين (عليه
السلام) المقدّس الأردبيلي في الطريق ولم يعرفه ، وكان ذلك الزائر يبحث عمّن يغسل
له ثيابه ، فقال للمقدّس : خذ ثيابي واغسلها وائتني بها ، فأخذها وغسلها وجاء بها
ليدفعها إليه ، فعرف بعض من كان بما جرى ، فعاتب ذلك الزائر وأنكر عليه ، فقال
المقدّس (قدس سره) : ولِمَ تلومه ، وماذا حدث؟ إنّ حقوق المؤمن على المؤمن أكثر من
هذا بكثير.
كان العلاّمة الشيخ محمّد جواد البلاغي (رحمه
الله) يتواضع لله ، فكان يذهب بنفسه إلى السوق ويشتري ما يحتاجه ويحمله في الشارع
والزقاق كسائر الناس ، ولم يكن
نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 155