نام کتاب : طالب العلم والسيرة الأخلاقية نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 1 صفحه : 119
ومسّها ، فلم يبرح
حتّى قتله نهشها ، ولو أنّهم عرفوها حقّ معرفتها لنظروا إليها نظر المريض إلى وجوه
العوّد ، نظر الجزور إلى أشفار الجازر ، فلا سماعه يطيق إن ذُكر بين يديه ، ولا
إذا اُحضر أمكنه النظر إليه.
قال بعض الصالحين : من عرف عفّ ، ومن
عفّ خفّ.
عجباً لقوم يعجبون برأيهم
وأرى بعقلهم الضعيف قصورا
هدموا قصورهم بدار بقائهم
وبنوا لعُمرهم القصير قصورا
أجل إنّ عفّة النفس كرامة إنسانية ،
وشرف نبيل ، وخلق رفيع ، وموهبة قدسيّة ، كان ولا يزال يتحلّى بها علماؤنا الأعلام
، فعلّمونا بسلوكهم وسيرتهم الحسنة كيف يكون طالب العلم عفيف النفس ، حتّى يحسبهم
الجهّال أغنياء من التعفّف ، فيقارعون الفقر ويكابدون الحرمان ويصبرون على البؤس
بعفّة نفس وسداد.
نقل المرحوم الاُستاذ جلال همائي خلال
مقابلة إذاعيّة معه القصّة التالية : كنت مع آية الله الشيخ هاشم القزويني ندرس في
إصفهان فترة شبابنا ، فذات يوم كنّا نتباحث في الدرس ، وإذا بالشيخ يغمى عليه ،
فأتيت بالطبيب مسرعاً ، فسقاه الماء المحلّى بالسكّر ، فشرب قليلا ففتح عينه فجلس
وفتح كتابه مباشرةً وهو يسألني : أين وصلنا في البحث؟ وكأنّه لم يحدث له طارئ! ثمّ
الطبيب أشار عليَّ أنّ إغماء الشيخ من شدّة الجوع ، ناوله طعاماً في أسرع وقت ،
فلمّـا حقّقت أمره وجدته لم يتذوّق طعاماً لمدّة يومين لشدّة الفقر وتعفّفه وعدم
إخباره أحداً عن حاله وجوعه [١].
فلذّة العلم تغني طالب العلم ، وتعلّمه
الإباء وعزّة النفس وصرف النظر عن