نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 47
الفصل
الثالث
في
النبوّة
الغرض من بعثة الأنبياء
اعلم [ أنه ]
لمّا خلق الله تعالى البشر كذلك ، وقد أخرجهم من بطون أُمّهاتهم لا يعلمون شيئاً
ولا يدرون ماذا يريد منهم خالقهم ، ولا ما يقرّبهم لرضاه أو يبعدهم منه ، ولم
يخلقهم لهذه الدنيا ، لأنها فانية منقطعة ، ولا يناسب جناب القدّوس والرحمة ،
الحكيم القادر العليم أن يخلق خلقه ليبقوا مدّة يسيرة ثمّ يفنوا ، خصوصاً [١] هذه الدار ،
أعني : دار النكد والبليّات والمحن والآفات.
فإذن إنما
خلقهم للبقاء الدائم والراحة الأبديّة وليدوم جوده [٢] وفضله ونعمه
عليهم. وهذا لا يمكن كونه في الدنيا لفنائها وانقطاعها.
فثبت أن لله
داراً غير هذه ، هي التي لا تزول ولا تفنى ، ولكنّها لا تدرك ولا يوصل إليها إلّا
بالعلم بالله وصفاته وأفعاله ، وبأعمال مخصوصة ، والناس لا يعلمونها ، فوجب بمقتضى
عدله وحكمته ورحمته أن يبعث لهم رسلاً مبشّرين ومُنذِرين يهدونهم لما يقرّبهم من
رضوان الله ، يعرّفونهم ما يوجب سخط الله والبعد من رحمته.