نام کتاب : رسائل آل طوق القطيفي نویسنده : الشيخ أحمد آل طوق جلد : 1 صفحه : 158
دون آبائه صلوات الله عليهم فإن الله تعالى بلطيف حكمته ورحمته أحبّ أن
يعبد سرّاً وأن يعبد جهراً ، فلا بدّ أن يعبده أوّل العابدين وخلفاؤه بالوجهين ؛
فإنهم معلّمو الخلق العبادتين.
فمحال أن يكون
نوع من العبادة لا يعبدونه بها ، ولو كان كذلك لكان سائر من يوجد في زمن القائم :
وأنصاره الذين يقوم بهم نالوا درجة لم ينلها محمَّد صلىاللهعليهوآله : وخلفاؤه الماضين صلوات الله وسلامه عليه وعليهم
أجمعين وعبدوا الله بعبادة لم يعبدوه بها ، وحازوا عبادة السر والجهر دونهم ، وهذا
محال. وهذا كلّه لا يتمّ ويندفع عنه ما قلنا إلّا بالرجعة ، فمن أنكرها أنكر فضل
محمّد : وآله ، وأنكر قدرة الله تعالى ، نعوذ بالله من الجهل وجنوده.
ومنها : أن أحد الأمرين لازم ؛ إمّا القول بأن صاحب الأمر :
عجّل الله فرجه حيّ لا يموت ولا يذوق الموت ولا يقتل ، أو أن الأئمّة يرجعون.
والأوّل باطل بالضرورة عقلاً ونقلاً وإجماعاً ، بل ( كُلُّ نَفْسٍ
ذائِقَةُ الْمَوْتِ)[١] ، ولا يلي أمر الإمام إلّا الإمام بالنصّ [٢] والإجماع ،
ولا تخلو الأرض من حجّة لله بالبرهان المتضاعف عقلاً ونقلاً [٣] ، فثبت الثاني
، ولا قائل برجوع واحد منهم دون آخر.
ومنها : أنه لا بدّ أن ينال القائم : ما ناله آباؤه الكرام من
الدرجة الّتي لا تنال إلّا بالشهادة ، بل لا بدّ له أن يقتل أوّلاً ويرجع ويموت
كآبائه. فإذا مات أو قتل لا يمكن أن تخلو الأرض من حجّة لله على عباده ، به يحفظ
الله الشريعة ، وبه تتمّ حجّة الله على الخلق ، وبه يمسك الله الأرض والسماوات ،
ولا ترتفع الحجّة من الأرض إلّا إذا لم يكن لله في عباده حاجة ، وذلك قبل أن ينفخ
في الصور ، بأربعين يوماً ( أَفَإِنْ ماتَ أَوْ
قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ
يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً )[٤].
ومنها : مقتضى كمال المقابلة بين العقل والجهل وجنودهما في
التضادّ ، وذلك من وجوه :