الآية ، دلالة على اختصاص ميراث (الكتاب) بهم [١]عليهمالسلام. ومثله في جملة اخرى وردت في تفسير [٢] قوله سبحانه (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)[٣] ، ومثل ذلك في تفسير [٤](وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ
وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)[٥].
وفي بعض
الأخبار : «إنّما
القرآن أمثال لقوم دون غيرهم ، ولقوم يتلونه حق تلاوته ، وهم الذين يؤمنون به ،
ويعرفونه. وأمّا غيرهم ، فما أشد إشكاله عليهم ، وبعده عن مذاهب قلوبهم!».
إلى أن قال عليهالسلام : «وإنّما
أراد الله بتعميته في ذلك إلى أن ينتهوا إلى بابه وصراطه ، ويعبدوه وينتهوا في
قوله إلى طاعة القوام بكتابه ، والناطقين عن أمره ، وأن يستنبطوا ما احتاجوا إليه
من ذلك عنهم لا عن أنفسهم»[٦] الحديث.
ولا يخفى ما
فيه من الصراحة التي لا يزاحمها الاحتمال في تلك الساحة ، وأمّا بالنسبة إلى مذهب
العامة ، فإنه لا يخفى على من وقف على كتب السير والآثار ، وتتبّع القصص والأخبار
ما عليه مذهب العامة في الصدر الأول من التعدد والانتشار. واستقرار مذاهبهم على
هذه الأربعة المشهورة ، إنّما وقع في حدود سنة خمس وستين وسبعمائة ، كما نبه على
جميع ذلك جملة من علمائنا [٧] وعلمائهم.
وحينئذ ، فإذا
كانت مذاهبهم غير منحصرة في عد ، ولا واقفة على حد ، فكيف