مسلم ، أو سفرة مجوسيّ؟ فقال [١]عليهالسلام : «هم
في سعة حتى يعلموا»[٢].
ومع إغماض
النظر عن المناقشة في السند فهي غير صريحة الدلالة فيما يدّعونه ؛ لأن معنى كلامه عليهالسلام : أنهم [٣] في سعة من النجاسة باحتمال أنها سفرة مجوسيّ ، حتّى
يعلموا النجاسة ، فهو مثل : «كل
شيء طاهر حتى تعلم أنه قذر».
وأيضا فإنه عليهالسلام قال : «هم» أي اولئك الآكلون «في سعة» ، باعتبار أصالة الطهارة ، وليس فيه مثل الحديث المنقول
: «الناس في
سعة» ، إلّا أن
يحكم بالتعدية بطريق تنقيح المناط. وكيف كان فهو مخصوص بالنسبة إلى العمل بأصالة
الطهارة كما هو ظاهر.
وأما
الجواب عن الحديث الثالث ـ وهو قوله : «ما حجب الله علمه عن [٤]
العباد» إلى آخره ـ فالظاهر
أيضا من لفظ الوضع تخصيصه بمقام الوجوب بمعنى : أن ما حجب الله علمه عن العباد
فالتكليف بوجوبه موضوع عنهم [٥] ؛ إذ لا يناسب التعبير بالوضع مقام التحريم. ومع تسليم
عمومه ، فهو [مخصّص] [٦] كما خص سابقاه [٧] ـ مع احتمال التقيّة أيضا.
وأما
عن الحديث الرابع ـ وهو قوله : «كل شيء فيه حلال
وحرام» إلى آخره ـ ففيه
أنه لا دلالة فيه على حجّيّة الأصل في نفس الأحكام الشرعيّة ، لأن مدلوله مخصوص
بما يكون نوعا ينقسم إلى قسمين ، وحكم كل منهما معلوم شرعا إلّا إنه حصل اشتباه
أحدهما بالآخر مع عدم الحصر في أفرادها ، كاللحم الذي منه