ما روي عنه من قوله : «نقر
كنقر الغراب»[١] الحديث ، وقوله عليهالسلام : «ليس
منا من استخف بصلاته»[٢] ، ونحوهما [٣] ـ على هذا الفرد وإن كان ظاهر الإطلاق العموم.
وأمّا قوله قدسسره : (وأمّا الصلاة المأمور بها شرعا ما كان تتفق إلّا من
آحاد العلماء) [٤] ـ انتهى ـ فإن أراد بالنسبة إلى ما يطلب فيها من
الإقبال بالقلب ، والخشوع ، والخضوع ، فمسلّم. ولكنه ليس من محلّ البحث في شيء ،
وإن أراد بالنسبة إلى استكمال الواجبات وخلوها من المبطلات فهو ممنوع أشدّ المنع ،
وأي إشكال يوجب تعذّر الإتيان بها كذلك بعد معرفة أحكامها المسطورة في كتب الفقهاء
اجتهادا أو تقليدا ، حتى يتعذّر الإتيان بها إلّا من آحاد العلماء؟
وأمّا حديث
حمّاد ، فالظاهر أنه ليس على ما فهمه قدسسره ؛ إذ الظاهر من قول الصادق عليهالسلام : «أتحسن
أن تصلي؟»[٥] ، وتوبيخه له
لمّا صلّى بين يديه ؛ إنّما هو بالنسبة إلى الآداب المستحبّة والحدود المندوبة ،
كما هو المحكي في صلاته عليهالسلام ، تعليما لحمّاد ، فإن مرمى الحكاية إنّما هو بالنسبة
إلى الآداب والمستحبّات ، كما لا يخفى على من راجع الرواية وإن كان قد سبقه إلى هذا
الوهم المولى
[١] المحاسن ١ : ١٥٨
ـ ١٥٩ / ٢٢٢ ، الكافي ٣ : ٢٦٨ / ٦ ، باب من حافظ على صلاته أو ضيعها ، وسائل
الشيعة ٤ : ٣١ ـ ٣٢ ، أبواب أعداد الفرائض ، ب ٨ ، ح ٢.
[٢] الفقيه ١ : ١٣٢
/ ٦١٧ ، وسائل الشيعة ٤ : ٢٥ ، أبواب أعداد الفرائض ، ب ٦ ، ح ٥ ، وفيهما : ليس
منّي بدل ، ليس منّا.
[٣] كقوله عليهالسلام
: «لا تنال شفاعتنا من استخفّ بالصلاة». انظر : الكافي ٣ : ٢٧٠ / ١٥ ، باب من حافظ
على صلاته أو ضيعها ، وسائل الشيعة ٤ : ٢٤ ، أبواب أعداد الفرائض ، ب ٦ ، ح ٣.
[٤] هو قول السيّد
نعمة الله الجزائري المارّ في الصفحة : ٧٨ ، وفيه : على أن الصلاة ....
[٥] الفقيه ١ : ١٩٦
/ ٩١٦ ، وسائل الشيعة ٥ : ٤٥٩ ، أبواب أفعال الصلاة ، ب ١ ، ح ١ ، وفيهما : تحسن ،
بدل : أتحسن ، وفي موضع آخر من الحديث : لا تحسن.