التنبيه والإيماء
ما لزم مدلول اللفظ. فكلّ لفظ كان التعليل لازما من مدلوله ، كان دالاّ على
العلّيّة بالتنبيه والإيماء. وله مراتب :
منها : ما دخل فيه
« الفاء » في لفظ الشارع أو الراوي.
وفي الأوّل إمّا
أن يدخل على الحكم وتكون العلّة متقدّمة ، كقوله تعالى : (
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا )[١] ، و ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا )[٢] ، وقوله عليهالسلام : « من أحيا أرضا ميتة فهي له » [٣] ، و « ملكت نفسك فاختاري » [٤].
أو على العلّة
ويكون الحكم متقدّما ، كقوله عليهالسلام : « زمّلوهم بكلومهم ودمائهم ، فإنّهم يحشرون وأوداجهم
تشخب دما » [٥].
والثاني مثل : «
سها فسجد » [٦] و « زنا ماعز فرجم » [٧]. وهو يختلف في
الدلالة على التعليل بحسب اختلاف حال الراوي فقها وورعا. وهو دون الأوّل ؛ لاحتمال
الغلط.
وقيل : الشقّ
الأوّل من الأوّل أقوى من الثاني منه ؛ لأنّ إشعار العلّة بالمعلول أقوى من العكس
؛ للزومه دونه [٨].
وفيه نظر يطلب من
محلّه ، مع أنّه ما قيل في بيانه لا يجري في العلل الشرعيّة.
ثمّ دلالة « الفاء
» على التعليل لمّا لم تكن وضعيّة بل استدلاليّة ؛ لأنّها لمّا كانت للتعقيب فيلزم
منه العلّيّة ؛ إذ معنى كون الوصف علّة أن يثبت الحكم عقيبه ، فيكون التعليل لازم
مدلوله ، فدلالتها عليه إيمائيّة. وبذلك يظهر غفلة من عدّها من مراتب النصّ على
التعليل [٩].