نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 85
قصة أيوب عليه
السلام
حكى اللّه تعالى أنه قال (مَسَّنِيَ اَلشَّيْطٰانُ بِنُصْبٍ وَعَذٰابٍ
)[١] والعذاب لا يكون إلا جزاءا كالعقاب ، فدل
على كونه مذنبا ، وروى جمع من المفسرين أن اللّه تعالى إنما عاقبه بذلك البلاء لترك
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
( جوابه ) : لا نسلم أن العذاب لا يكون
إلا جزاءا. ولهذا يقال للظالم المبتدئ بالظلم : إنه يعذب الناس فأما إضافة ذلك إلى
الشيطان فنقول : إنه عليه السلام ما أضاف المرض إلى الشيطان ، وإنما أضاف إليه ما
كان يشعر به من وسوسته وتذكيره له مما كان فيه من النعم والعافية ودعائه له إلى
التضجر ، ولأنه كان يوسوس إلى قومه بأن يستقذروه ، لما كان عليه من الأمراض البشعة
المنظر ، وأيضا فإن اللّه تعالى مدحه في آخر الآية بقوله (إِنّٰا وَجَدْنٰاهُ صٰابِراً
نِعْمَ اَلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ)[٢] فلو كان أول الآية دالا على كونه مذنبا
لكان مدحه عقيب ذلك موهما أنه مدحه على ذنبه وهو غير جائز. واللّه الموفق.