نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 53
( السؤال الخامس ) : هب أنه استدل بحركة
على حدوثه فكان ينبغي أن يقول عقيب فراغه من النظر : إني قضيت بحدوثه لكنه لم يفعل
ذلك ، بل جعله نتيجة دليل إثبات الصانع ، فأين إحدى المسألتين من الأخرى؟
( جوابه ) : هذا تنبيه على أن العلم
باحتياج المحدث إلى المحدث ضروري ، فلما كانت هذه المقدمة ضرورية لا جرم حذفها ، واستدل
بالدليل الدال على حدوث العالم على ثبوت الصانع ولو لم تكن تلك المقدمة بديهية
لكان هذا الاستدلال خطأ قطعا.
( السؤال السادس ) : هب أنه ثبت
لإبراهيم عليه السلام بالدلالة التي ذكرها حدوث الأجسام وثبوت الصانع ، ولكن كيف
استنتج منها فساد قوله : (هذا ربي) فإن من المحتمل أن الكواكب والسموات محدثة
مخلوقة للّه تعالى ، ثم إنها تكون محدثة للبشر ، ولما في هذا العالم على ما يذهب
إليه المعللون بالوسائط. فإن قلت : كان غرضه من هذا الاستدلال معرفته مقطع الحاجات
، فلما عرف أن السموات محدثة عرف أنها ليست مقطع الحاجات. قلت : ليس الأمر كذلك ، لأن
أول الاستدلال في قوله : (هذا ربي) فكان مطلوبه أن الكوكب هل هو الشيء الذي يربيني
ويخلقني؟ فكان المطلوب هذا لا ما ذكرته ، وأيضا بتقدير أن يكون الأمر كذلك ، فلم
قال : (إِنِّي وَجَّهْتُ
وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَاَلْأَرْضَ )[١]
فإن بتقدير أن يكون خالقه هو السماء وجب عليه الاشتغال بشكره والإقبال على طاعته.
( جوابه ) : أن إبراهيم عليه السلام كان
على مذهبنا [٢]
في مسألة