( الشبهة الأولى ) قوله تعالى حاكيا عن
إبراهيم عليه السلام (قٰالَ
هٰذٰا رَبِّي)[٢]
فلا يخلو إما أن يقال : إنه قال هذا الكلام في النظر والاستدلال ، أو بعده. فإن
كان الأول كان قطعه بذلك مع تجويزه أن يكون الأمر بخلافه إخبارا عما يجوز المخبر
كونه كاذبا فيه. وذلك غير جائز.
وإن كان الثاني كان ذلك كذبا قطعا ، بل
كفرا قطعا.
( والجواب ) قيل : إنه من كلام إبراهيم
قبل البلوغ. فإنه لما خطر بباله قبيل بلوغه حد التكليف إثبات الصانع ففكر فرأى
النجوم ، فقال ( هذا ربي ) فلما شاهد حركتها قال : لا بد أن تكون ربا. وكذا الشمس
والقمر فبلغه اللّه تعالى في أثناء ذلك حد التكليف ، فقال (إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ)[٣] وإنما بلغ ذلك في النجوم والشمس والقمر
لما فيه من العلو والنور.
ومنهم من سلم أنه كان كلام إبراهيم بعد
البلوغ ثم اختلفوا فمنهم من قال : يجوز أن يكون ذلك كلامه حال اشتغاله بالنظر والاستدلال