نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 47
أطلق عليه لفظ الابن
، كما أن ابليس لاختلاطه بالملائكة اطلق عليه اسم الملك. ويدل عليه قوله (إِنَّ
اِبْنِي مِنْ أَهْلِي) ولم : ويروى ذلك عن الباقين [١].
( الثالث ) أنه ولد على فراشه لغير رشدة
[٢] ، وهو المروي
عن الحسن ومجاهد وابن جريج وعبيد بن عمير.
وهذان القولان ضعيفان ، لقوله تعالى (وَنٰادىٰ نُوحٌ اِبْنَهُ) والثالث
أضعف لأنه يجب تنزيه منصب الأنبياء عن مثل هذه الفضيحة [٣].
وعن الشبهة الثانية : أنا لا نسلم أنه
دعا لابنه مطلقا ، بل يشترط الإيمان لا يقال : فلم قال اللّه تعالى ( فَلاٰ
تَسْئَلْنِ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) وقال (إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ
اَلْجٰاهِلِينَ) وقال نوح (رَبِّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ مٰا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ )؟ لأنا نقول : يمتنع أن يكون نوح عليه
السلام نهى عن ذلك وإن لم يقع ذلك منه ، كما أن نبينا عليه الصلاة والسلام نهى عن
الشرك لقوله تعالى (لَئِنْ
أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وإن لم يقع
ذلك منه؛ فأما قوله تعالى ( إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ
تَكُونَ مِنَ اَلْجٰاهِلِينَ) فمعناه أن
لا تكون منهم. ولا شك أن وعظه تعالى الذي صرف نوحا عليه السلام عن الجهل. وأما قول
نوح عليه السلام (إِنِّي
أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْئَلَكَ مٰا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ) فلا دلالة
فيه على أنه فعل ذلك سلمنا أنه دعا له مطلقا ، ولكن لشفقته الطبيعية قال ما قال ،
والعقل لا ينكر الدعاء للكافر ، وإنما يمنع منه الشرع ، فلعله دعاء بمقتضى الطبع
إلى أن ورد الشرع بالنهي عنه.
[١]ـ وهو قول محمد بن
علي الباقر والحسن البصري ، كما يروى ان عليا قرأ « ونادى نوح ابنها » والضمير لامرأته
، (مفاتيح الغيب ٥
/ ٦٢).
[٢]ـ يريد أنه كان
ولد زنى ، يقال : هذا ولد رشدة اذا كان لنكاح صحيح ، أما يقال ضده : ولد زنية.
[٣]ـ قال المؤلف عن هذا
الرأي في تفسيره ٥
/ ٦٣
: وهذا قول خبيث.
نام کتاب : عصمة الأنبياء نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 1 صفحه : 47