نام کتاب : العقائد الحقّة نویسنده : الصدر، السيد علي جلد : 1 صفحه : 235
٩ ـ أنّه لو كان النبي يمكن عليه الخطأ
أو السهو أو النسيان أو العصيان ، لكانت رئاسته على الاُمّة من هذه الجهة ترجيحا
بلا مرجّح ، وهو قبيح مع أنّه يمكن أن يأمر حينئذٍ بما لم يوحَ إليه ، أو يترك
شيئا ممّا اُوحي إليه.
١٠ ـ أنّه لو عصى النبي صار ظالما وبطلت
نبوّته التي هي عهد اللّه ، ولا ينال عهد اللّه الظالمين.
وعليه يحكم العقل قطعا بلزوم عدم معصية
النبي حتما وعدم خطأه في شيء أبدا ، بل لزوم عصمته الغرّاء في جميع الأشياء.
الثالث
: اختيار النبي المعصوم
لا شكّ أنّ منصب النبوّة رئاسة دينيّة
وحفظ للشريعة القدسيّة ، وإقامة للأحكام وإدارة للمهام .. وهذا يستلزم كون النبي
هو الأعلم من الباقين ، والأصلح من الآخرين والجدير لهذا المقام العظيم واللائق
بهذا الشأن الكريم .. لئلاّ يلزم ترجيح المرجوح على الراجح ، وتقديم المفضول على
الفاضل.
ومن المعلوم أنّ معرفة الأعلم والأصلح ،
والأليق الأرجح واقعا وحقيقة وبنحو الإصابة وعدم المخالفة ، لا يمكن إلاّ لمن هو
علاّم الغيوب والضمائر ، ومطّلع على جميع البواطن والسرائر ، وواقف على جميع
العواقب والأواخر.