الشفاعة والمغفرة
والعفو الالهي ، قال الاباضي سالم بن حمود السمائلي : وكذلك الشفاعة لأهل
الكبائر لا تصح بعد ما صاروا أعداء الله ، فلا يكون فيهم مرضي ، وقال : قد
ثبت عقلاً أن الشفاعة للعاصي رضاء بعصيانه ، وإغضاء عن بطلانه ، وقبول
لعدوانه. [١] وقال أيضاً :
والقول بخروج العصاة من النار لا يصح بعد ما صاروا أعداء الله عزوجل فأوجب
لهم النار وأدخلهم فيها ، وقد حكم بين العباد ، وقرر من أول الأمر أن عاصيه
يصير إلى النار ... فلو أخرجه من النار لكان هذا خرقاً لتلك الآية الكريمة
المعبرة بمفهومها ومنطوقها على ردّ ذلك كله ، مع أن النصوص النقلية مصرحة
بعدم الخروج من النار. [٢]
وقال أيضاً : أما قوله صلىاللهعليهوآله
: « يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان » ، أي لا يدخلها
أبداً ، والمعنى يخرج من حكم دخولها ، لا أنه يدخلها ثم يخرج منها كما هو
المتبادر. [٣]
أدلة الخوارج في
خلود مرتكب الكبيرة في النار
يتمسك الخوارج بعمومات آيات الوعيد التي
تمسكت بها المعتزلة بالاضافة إلى آيات الوعيد الخاصة بالكفار ، ومن هذه الآيات :
قوله تعالى : ( وَمَن يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا ... )
، قالوا : والذنوب كلها في تحقيق اسم العصيان واحد. ثم إن الله تعالى أخبر أن من يعصيه يدخله ناراً خالداً فيها ، ثم قال : ( لَا يَصْلَاهَا
إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ ) ، وقال تعالى : ( وَاتَّقُوا
النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ )
، وقال تعالى : (
... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ
الْكَافِرُونَ )
، وقال تعالى : (
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ) ، وقال تعالى : ( وَأَمَّا مَنْ
أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ) قسم
[١].
راجع : سالم بن حمود السمائلي ، أصدق
المناهج في تمييز الاباضية من الخوارج ، ص ٢٧.