على أنه يحسن ممن أحسن اليه بعض الناس
وأساء اليه بإساءة لا تظهر مزية أحدهما على الآخر أن يمدحه على أحدهما
ويذمّه على الآخر ، بأن يقول : أحسنت إليّ بكذا وكذا ، ويمدحه ويشكره ثم
يقول : لكنك أسأت اليّ بكذا وكذا ، ويعنفه وينكته. [١] وقال بمضمونه
العلامة الحلي أيضاً. [٢]
٢. نقد الأدلية
النقلية
أ) الآيات القرآنية : وهي عمومات آيات
الوعيد التي ذكر فيها الخلود في النار أو ما في معنى الخلود ، حيث قالوا :
إن هذه الآيات عامة في الكافر والفاسق ، مستدلين بها على خلود الفساق في
النار. ويرد على هذا القول أمور منها :
١. إن هذه الآيات غير شاملة للفساق ، بل
هي مختصة للكفار ، قال الشيخ المفيد ( المتوفىٰ ٤١٣ ه ) : كل آية تتضمن
ذكر الخلود في النار ، فانّما هي
في الكفار دون أهل المعرفة بالله تعالى بدلائل العقول والكتاب المسطور
والخبر الظاهر والمشهور والاجماع والرأي السابق لأهل البدع من أصحاب
الوعيد. [٣]
وقال النسفي ( المتوفىٰ ٥٠٨ ه ) :
والأصل عندنا أن ما كان من الآيات الواردة في الوعيد مقروناً بذكر الخلود ،
فهو في المستحلين لذلك لما أنهم كفروا باستحلال ذلك ، فأوعدهم على كفرهم
في الحقيقة ، وذكر تلك الجريمة لكونها سبباً للكفر وطريقاً إليه ، ولهذا
قلنا في تأويل قوله تعالى : ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ... )
أي معتمداً لإيمانه ، أي قتله لأجل أنه مؤمن ، ومن هذا قصده في القتل يكون كافراً. [٤]
وقال عضد الدين الأيجي ( المتوفىٰ
٧٥٦ ه ) : لا نسلم أن من له حسنات