وقال الشيخ الصدوق (ره) ( ٣٨١ ه ) :
واعتقادنا في النار أنها دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان ولا يخلد فيها إلّا أهل الكفر والشرك. [١]
وقال أحمد بن يحيى الصعدي [٢] (
المتوفىٰ ١٠٦١ ه ) : أن من توعده الله تعالى بالنار من الكفار ، فانّه
إذا مات مصراً على كفره غير تائب عنه فإنه صائر إلى النار ومخلد فيها
خلوداً دائماً.
واختلفوا في مرتكب الكبيرة والفساق من
أهل القبله ، هل إن عذابهم دائم أم منقطع ؟ فذهبت بعض الفرق والمذاهب إلى
القول بدوام العذاب والخلود في النار لمرتكب الكبيرة ، فيما قالت أخرى
بانقطاع العذاب لمرتكب الكبيرة فلا يكون مخلداً في النار.
وفيما يلي استعراض لآراء عدد من هذه
المذاهب في وعيد الفساق من أهل القبلة :
المعتزلة
وهي فرقة كلامية ظهرت في أواخر العصر
الاموي إبّان خلافه عبد الملك بن مروان ( ٦٥ ـ ٦٨ ه ) ، ولكنها ازدهرت
وشغلت الفكر الاسلامي في العصر العباسي ردحاً طويلاً من الزمن. وكان سبب
ظهورها هو الخلاف الذي وقع بين الحسن البصري ( ٢١ ـ ١١٠ ه ) وتلميذه واصل
بن عطاء الغزّال ( ٨٠ ـ ١٣١ ه ) في مرتكب الكبيرة ، فسماء الحسن بالمنافق ،
وخالف واصل استاذه فقال : إن مرتكب الكبيرة ليس بمؤمن ولا بكافر ، بل هو
في منزلة بين المنزلتين ، ثم اعتزل مجلس الحسن واتخذ له مجلساً آخر في
المسجد ، والمعتزلة في كتبهم يرون أن مذهبهم أقدم نشأة من واصل ، فيعدون من
رجال مذهبهم كثير من