عن
المنكر فيولّى عليكم شراركم ، ثمّ تدعون فلا يستجاب لكم». ثمّ
قال : «يا بني
عبد المطلب ، لا ألفينّكم تخوضون دماء المسلمين خوضاً ، تقولون : قُتل أميرُ
المؤمنين. ألا لا تقتُلنّ بي إلاّ قاتلي. انظروا إذا أنا متُّ من ضربته هذه
فاضربوه ضربةً بضربة ، ولا تُمثّلوا بالرجل ؛ فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إيّاكم والمثلة ولو بالكلب العقور»
[١].
وثمّة وصية اُخرى قيّمة وجامعة خاصّة
بالإمام الحسين عليهالسلام
ذكرها ابن شعبة في تحف العقول ، ونحن ننقلها لأهمّيتها ؛ حيث تضمّنت حكماً غرّاء ووصايا
أخلاقية خالدة. وإليك نصّ ما رواه ابن شعبة عن الإمام عليّ عليهالسلام :
«يا بُنيّ ، اُوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر
، وكلمة الحقّ في الرضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وبالعدل على الصديق
والعدوّ ، وبالعمل في النشاط والكسل ، والرضا عن الله في الشدّة والرّخاء. أي
بُنيّ ، ما شرٌ بعده الجّنة بشرّ ، ولا خير بعده النار بخير ، وكلّ نعيم دون
الجّنة محقور ، وكلّ بلاء دون النار عافية.
واعلم
يا بُنيّ ، أنّه مَنْ أبصر عيب نفسه شُغل عن عيب غيره ، ومَنْ تعرّى من لباس
التقوى لم يستتر بشيء من اللباس ، ومَنْ رضي بقسم الله لم يحزن على ما فاته ، ومَنْ
سلّ سيف البغي قُتل به ، ومَنْ حفر بئراً لأخيه وقع فيه ، ومَنْ هتك حجاب غيره
انكشفت عورات بيته ، ومَنْ نسي خطيئته استعظم خطيئة غيره ، ومَنْ كابد الاُمور عطب
، ومَنْ اقتحم الغمرات غرق ، ومَنْ أعجب برأيه ضلّ ، ومَنْ استغنى بعقله زلّ ، ومَنْ
تكبّر على النّاس ذلّ ، ومَنْ خالط العلماء وُقّر ، ومَنْ خالط الأنذال حُقّر ، ومَنْ
سفه على النّاس شُتم ، ومَنْ دخل مداخل السّوء اتُّهِم ، ومَنْ مزح استُخِفّ به ، ومَنْ
أكثر من شيء عُرِف به ، ومَنْ كثر كلامه كثر خطؤه ، ومَنْ كثر خطؤه قلّ حياؤه ، ومَنْ
قلّ حياؤه قلّ ورعه ، ومَنْ قلّ ورعه مات قلبه ، ومَنْ مات قلبه