والتقى الإمام الحسين عليهالسلام في أثناء الطريق
بمروان بن الحكم في صبيحة تلك الليلة التي أعلن فيها رفضه لبيعة يزيد ، فبادره
مروان قائلاً : إنّي ناصح فأطعني ترشد وتسدّد.
فقال الإمام عليهالسلام : «وما ذاك يا مروان؟».
قال مروان : إنّي آمرك ببيعة أمير
المؤمنين يزيد ؛ فإنّه خير لك في دينك ودنياك.
فردّ عليه الإمام عليهالسلام ببليغ منطقه ، قائلاً
: «على
الإسلام السّلام إذ قد بليت الاُمّة براع مثل يزيد! ... سمعت جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهيقول : الخلافة محرّمة
على آل أبي سفيان ، وعلى الطلقاء وأبناء الطلقاء ، فإذا رأيتم معاوية على منبري
فابقروا بطنه. فوالله ، لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما اُمروا
به» [١].
حركة الإمام عليهالسلام في الليلة الثانية
:
ذكر المؤرّخون أنّ الإمام الحسين عليهالسلام أقام في منزله تلك
الليلة ، وهي ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ستين من الهجرة ، واشتغل الوليد بن
عتبة بمراسلة ابن الزبير في البيعة ليزيد وامتناعه عليهم ، وخرج ابن الزبير من
ليلته عن المدينة متوجّهاً إلى مكة ، فلمّا أصبح الوليد سرّح في أثره الرجال فبعث
راكباً من موالي بني اُميّة في ثمانين راكباً ، فطلبوه ولم يدركوه فرجعوا ، فلمّا
كان آخر نهار يوم السبت بعث الرجال إلى الحسين عليهالسلام
ليحضر فيبايع الوليد ليزيد بن معاوية ، فقال لهم الحسين عليهالسلام : «اصبحوا ثمّ ترون
ونرى». فكَفّوا تلك الليلة عنه ولم يلحّوا عليه.
[١] الفتوح ـ لابن
أعثم ٥ / ١٧ ، ومقتل الحسين ـ للخوارزمي ١ / ١٨٤.