نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 213
أمّا عن السؤال الأوّل : فأوّل خطوة
ينبغي اتخاذها بهذا الصدد هو : نفي ما زَعمه السائل من أنّ الحسين عليهالسلام كان محتاجاً إلى
أصحابه في الدفاع عنه ، بل لم يكن من حاجة إلى ذلك أصلاً ؛ لأنّه يعلم أنّه مقتول
لا محالة ، ولم يكن في وضعٍ يؤهّله للنجاة طبيعياً بكلّ صورة ، ولم يكن كلّ أصحابه
بالعدد الكافي للدفاع عنه ، وإنّما يدور الأمر بين مقتله وحده أو قتله مع أصحابه ،
أمّا التسبيب إلى نجاته فهو غير محتمل إطلاقاً.
وقد كان ذلك غير محتمل في زمنٍ سابق حال
وجوده في الحجاز ، أو حين بَلَغه خبر مقتل مسلم بن عقيل وهو في الطريق ، أو حين
جعجعَ به الحرّ الرياحي ، ففي مثل وقته هذا وقد تجهّز عليه الجيش كلّه ، يكون
العلم بالنتيجة أولى وروداً وأوضح ثبوتاً ، هذا مضافاً إلى ما حصلَ فعلاً
تاريخيّاً : وهو أنّ أصحابه صَمدوا معه وحاربوا إلى جنبه ، ومع ذلك لم يدفعوا عنه
القتل وهذا كان معلوماً سَلفاً ، وقد ثبتَ بالتجربة صدقه.
فإذا انتفت حاجتهُ إليهم عمليّاً لم يكن
هناك إشكال شرعي في الإذن لهم بالتفرّق ، ولا يجب عليه الاحتفاظ بهم ؛ لأنّهم سوف
لن يسعفوه بشيء.
بل الأمر قد يكون بالعكس : وهو أنّه (عليه
الصلاة والسلام) قد يحسّ بتكليفه الشرعي بلزوم أمرهم بالانصراف ، إنقاذاً لهم من
الموت الذي يمكن أن يكونوا في غنىً عنه ، مضافاً إلى جهة أخرى وهي : الحفاظ على
النفوس ، يعني الحفاظ على جماعة من المؤمنين الذين يصلحون للدعوة إلى قضية الحسين عليهالسلام وهداية الناس ، وقد
قام عليهالسلام
بهذه المهمّة ، ومن هنا قد يتخيّل الفرد أنّه يجب عليهم أن يتفرّقوا لأجل إحراز
هذه النتائج ، وسيأتي الكلام عنه.
إلاّ أنّ الحقيقة أنّ المقصد الرئيسي ـ
حسب ما نفهم ـ لم يكن هو ذلك ، بل كان لأجل اختبار هِممهم في نصره وفي السير في
سبيل الشهادة ، وتحصيل طاعة الله ورضاه سبحانه من هذه الناحية ، ومن هنا يمكن أن
يقعوا تحت طائلة نفسية
نام کتاب : أضواء على ثورة الحسين عليه السلام نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 213