الأوّل
: قال بعض
العارفين : الجنّة في الآية إشارة إلى المقاصد الكلّيّة ، والمطالع الجليلة.
وأمّا الحرير
فلمّا كان من اللباس الكامل المكمّل حسّا عبّر به عمّا يطابقه من الكمالات
العقليّة من التسربل بسرابيل الإفاضات الروحانيّة ، والتسرول بسراويل الكرامات
الرحمانيّة ، والتعمّم بعموم عمائم العناية الربّانيّة ، المحيطة بالكلّ حياط
الحاوي للمحوي ، وإن كان تفاوت ما بين الحريرين.
والأرائك جمع
الأريكة وهي السرير.
وقيل : هي الفرش
فوق الأسرّة.
ومتّكئين منصوب
على المدح أو حال من الضمير.
وفي الآية
إشارة إلى حسن المنزل ، وطيب هوائه ، وتلويح إلى دوام هذا الطيب وعدم تغيّره.
وعدم الشمس
والزمهرير كناية عن الخلوّ عن الحرّ والبرد ، والزمهرير في لغة طيّ : القمر.
وعلى الوجهين
تلميح إلى أنّ هذا الطيب والاعتدال ليس من أمور خارجة كاعتدال هواء الدنيا. ثمّ في
الآية دلالة على إثبات اللذّة ونفي الألم ، فإنّ الاتّكاء على السرير في هواء طيّب
جامع في البدن وفي النفس حالات مناسبة مشابهة ، والشمس يتبعها حرّ وكرب يلزم الشوق
، والزمهرير برودة وجمود يلزم البلادة والغفلة.
أقول : وفي
الآية إشعار أيضا بكمال البينونة والتفاوت بين اللذّات