responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 183

بحسب سعيهم وإمكانهم بالجنّة والحرير واتّكائهم على الأرائك إلى غير ذلك ممّا أشير إليه في الآيات ، ولكن لا يدرك ذلك إلّا العارفون بأسرار القرآن وحقائقه ، فإنّ لباطن القرآن أهلا يفهمون الكنايات ، ويدركون الإشارات ، وهم المعصومون من آل محمّد عليهم السلام والّذين علّمهم هؤلاء وهم الراسخون في العلم الّذين يعلمون تأويل القرآن ؛ كما قال : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ... [١] إلى آخره.

لا الّذين ما استعدّوا إلّا للقشور ، فإنّهم لا يعرفون إلّا ظواهر الأمور ، لما في استعدادهم من القصور ، عن درك حقائق النور ، فما عثروا على الكنوز ، وما اطّلعوا على الرموز ، واقتصروا على الصورة وما تحسّسوا عن يوسف الحقيقة ، كلّا إنّهم عن حقائق الحقّ لمحجوبون.

ثمّ لا يخفى أنّ في اختلاف تعبيره سبحانه إشارة إلى أنّ معارفهم ليست من صنف واحد ، بل مختلفة باختلاف متعلّقها ، وكذلك مقاماتهم ليست متّحدة حتّى يكون مقام واحد ، بل متفاوتة بعضها فوق بعض ، ولكن نحن لاشتغالنا بالحياة العنصريّة لا ندرك حقيقة مقام هؤلاء المنقطعين ، بل كيفيّته ؛ فضلا عن اختلافه وتفاوته.

كيف ولسنا في ذلك المقام حتّى ندركه ؛ إذ قد عرفت أنّ الخارج عن مقام لا يمكن له اكتناه ذلك المقام كيفوفيّة وحيثوثيّة إلّا على طريق الإجمال ، وهو غير مفيد للحال إلّا إثبات بعض الأحوال.

هذا فإنّه غاية ما يمكن تقريره في نحو المقال ، فالحمد لله على كلّ حال.


[١]آل عمران : ٧.

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست