responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 178

إلى الرضوان الأكبر ... [١] إلى آخره.

الخامسة : يحتمل أن يكون المراد بالجنّة هي جنّة وصال الحقّ ، فإنّ ذلك هو جزاء الأبرار.

كيف وهم أجلّ من أن يكون جزاؤهم الالتذاذ بما تشتهي أنفسهم.

كيف وهم لقد تياسروا عن ذلك الاشتهاء ، وتيامنوا عن ذلك المقام ، فإنّهم لقد عرفوا أنّ نفوسهم وما تقتضيه حاجبة عن الفوز بالحقّ ، فكيف يجزون بالاحتجابات المانعة! كلّا إنّ هؤلاء لغامضون عن جميع اللذّات في جميع الجهات ، وذاهلون عن كلّ ما في الإمكان في مقام ذكر الملك المنّان ، فجزاؤهم على حالاتهم وأخلاقهم وأطوارهم هو الالتذاذ بقرب الله ؛ إذ لا لذّة ألذّ من ذلك المقام وهو الجنّة العالية الّتي يفوز بها الواصلون ؛ كما قال : إنّ لله جنّة ليس فيها حور ولا قصور بل يتجلّى فيها ضاحكا مستبشرا.

وقال الله : وإذا عشقني عشقته ، وإذا عشقته قتلته ، وإذا قتلته فعليّ ديته ، فإذا كان عليّ ديته فأنا ديته.

وقال : الصوم لي وأنا أجزي به. أي أنا جزاء من حصر توجّهه إلى حضرتي ، وقطع عن سواي إلى خدمتي.

وقال : (يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) أي بمقام المحبّة الصافية (ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ) أي توجّهي إلى حضرته (راضِيَةً) من ربّك (مَرْضِيَّةً) بطاعاتك (فَادْخُلِي فِي عِبادِي) الأبرار المنقطعين عن كلّ شيء الفائزين بحقيقة


[١]مصباح الشريعة : ١٦٩.

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست