(وَقُتِلُوا) أي غلبوا بظاهر القول لأغراض مهمّة (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) ... [١] أي لأرفع عنهم الاحتجابات الّتي كانت بيني وبينهم مانعة
عن الوصول إلى مرضاتي ، والفوز بجنّاتي.
وقال : (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنا)[٢] أي ما أعددنا له من المقامات في بساط الحقائق.
وقال : (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغاءَ وَجْهِ
رَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا) ... [٣] أي جاهدوا مع نفوسهم لترتفع فيتحقّق الاتّصال والوصال ،
وأذعنوا بمقام عليّ عليه السلام وأولاده ، وصفّوا قلوبهم عن حبّ أعدائهم (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) أي يفوزون بقرب الحقّ عند الحقّ (وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من البعد حينئذ (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)[٤] ممّا فات منهم من المقام الأدنى.
وقال الصادق
عليه السلام : طوبى لعبد جاهد لله نفسه وهواه ، ومن هزم جند هواه ظفر برضاء الله ،
ومن جاوز عقله نفسه الأمّارة بالسوء بالجهد والاستكانة والخضوع على بساط خدمة الله
فقد فاز فوزا عظيما ، ولا حجاب أظلم وأوحش بين العبد وبين الله من النفس والهوى ،
وليس لقتلهما وقطعهما سلاح وآلة مثل الافتقار إلى الله ، والخشوع والجوع والظمأ
بالنهار ، والسهر بالليل ، فإن مات صاحبه مات شهيدا ، وإن عاش واستقام أدّاه
عاقبته