responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 160

الحقيقيّ ؛ كما قال (وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ) [١]. انتهى.

فالشكر لا يستحقّه إلّا الله جلّ جلاله ، فيجب على كلّ مؤمن فائز بذلك المقام أن لا يريد في إنعامه وإحسانه إلّا رضا الحقّ والتقرّب إليه ، وأن يقطع بأنّ نفسه ليس مستحقّا لأن يشكره الخلق ويذكره بالخير.

كيف وهو وسائر الخلق سواء في أنّهم عبيد الله وخلقه ، ولا فضل له على غيره في ذلك المقام ؛ كما قال : (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) ... [٢] إلى آخره ، فإذا تحقّق لعبد أنّ الله تعالى هو المنعم الحقيقيّ ومنه النعم كلّها ولكن بالواسطة ولا يقدر غيره على ذلك إلّا بإرادته يفوز بمقام الإخلاص لا محالة ، وهو تصفية العمل عن كلّ شوب ، وتخلية القلب عن جميع الشؤونات الغيريّة سيّما عن توجّه الأعواض والأغراض ؛ كما قال : وهما حرامان على أهل الله. انتهى.

فالمخلص صاف قلبه عن كلّ شاغل ، وكلّ ذكر ، ولا يعمل إلّا لمحض القرب ورضا الربّ ، فإنّه العاشق المشتاق الّذي ليس له منى إلّا وصال المعشوق ، والمعانقة معه ، والمحاضرة في عرشه ، وقد قال الصادق عليه السلام : حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كلّ شاغل ، وكلّ ذكر سوى الله عنده ظلمة ، والمحبّ أخلص الناس سرّا وأصدقهم قولا ، وأوفاهم عهدا ، وأزكاهم عملا ، وأصفاهم ذكرا ، وأعبدهم نفسا ، يتباهى الملائكة عند مناجاته ، ويفتخر برؤيته ، وبه يعمّر الله بلاده ، وبكرامته يكرم الله عباده ،


[١]الشعراء : ٧٩.

[٢]الملك : ٣.

نام کتاب : بوارق القهر في تفسير سورة الدّهر نویسنده : الشريف الكاشاني، حبيب الله    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست