نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم جلد : 0 صفحه : 24
وعلى أساس الرأي
بعصمة الأنبياء عليهمالسلام فسر أهل البيت عليهمالسلام كل آيات القرآن المتعلقة بحياة الأنبياء عليهمالسلام ، وهو اتجاه معروف لأهل البيت في تفسير القرآن.
روى علي بن محمد
بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهماالسلام ، فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك إن الأنبياء معصومون؟
قال : «بلى».
قال : فأخبرني عن
قول الله تعالى : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا
أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ)؟ [١] فقال الرضا عليهالسلام : «لقد همت به ، ولو لا أن رأى برهان ربه لهم بها ، لكنه
كان معصوما ، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه». [٢]
وعن علي بن محمد
بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك إن الأنبياء معصومون ،
قال : «بلى».
قال : فسأله عن
آيات من القرآن ، فكان فيما سأله أن قال له : فأخبرني عن قول الله عز وجل في
إبراهيم : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى
كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي). [٣] فقال الرضا عليهالسلام : «إن إبراهيم عليهالسلام وقع في ثلاثة أصناف : صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ،
وصنف يعبد الشمس ، وذلك حين خرج من السرب [٤] الذي أخفي فيه ، فلما جن عليه الليل ورأى الزهرة قال : هذا
ربي. على الإنكار والاستخبار ، فلما أفل الكوكب قال : لا أحب الآفلين. لأن الأفول
من صفات المحدث لا من صفات القديم ، فلما رأى القمر بازغا قال : هذا ربي. على
الإنكار والاستخبار ، فلما أفل قال : لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين.
فلما أصبح ورأى الشمس بازغة ، قال : هذا ربي هذا أكبر من الزهرة والقمر على
الإنكار والاستخبار ، لا على الإخبار والإقرار ، فلما أفلت قال للأصناف الثلاثة من
عبدة الزهرة والقمر والشمس : يا قوم إني بريء مما تشركون ، إني وجهت وجهي للذي فطر
السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ، وإنما أراد إبراهيم بما قال أن يبين
لهم بطلان دينهم ، ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر
والشمس ، وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض ، وكان ما احتج به على
قومه مما ألهمه الله عز وجل وآتاه ، كما قال
الله عز وجل : (وَتِلْكَ
حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ عَلى قَوْمِهِ)». [٥] فقال المأمون :
لله درك يا ابن رسول الله. [٦]
ثالثا ـ استحالة الرؤية :
يذهب أهل الحديث والأشاعرة ، وهم طائفة واسعة من المسلمين إلى إمكان رؤية