نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : البحراني، السيد هاشم جلد : 0 صفحه : 23
السَّماواتِ
وَفِي الْأَرْضِ)[١] فقال عليهالسلام : «كذلك هو في كل مكان».
قلت : بذاته؟
قال : «ويحك! إن
الأماكن أقدار ، فإذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول في أقدار وغير ذلك ، ولكن هو
بائن من خلقه ، محيط بما خلق علما وقدرة وسلطانا وملكا ، وليس علمه بما في الأرض
بأقل مما في السماء ، لا يبعد منه شيء ، والأشياء له سواء علما وقدرة وسلطانا
وملكا وإحاطة». [٢]
٦ ـ وعنه ،
بالإسناد إلى عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليهالسلام : يا ابن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب «لا إله إلا الله»
النظر إلى وجه الله؟
فقال عليهالسلام : «يا أبا الصلت ، من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله أنبياؤه
ورسله وحججه (صلوات الله عليهم) ، هم الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ومعرفته
، وقال الله عز وجل : (كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ)[٣] وقال عز وجل : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ
إِلاَّ وَجْهَهُ)[٤] فالنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه عليهمالسلام في درجاتهم ثواب عظيم يوم القيامة ، وقد قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أبغض أهل بيتي وعترتي ، لم يرني ولم أره يوم القيامة. وقال عليهالسلام : إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني.
يا أبا الصلت ، إن
الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا تدركه الأبصار والأوهام» [٥]
٧ ـ وعن إسحاق بن
عمار ، عمن سمعه ، عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال في قول الله عز وجل : (وَقالَتِ
الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ)[٦] : «لم يعنوا أنه هكذا ، ولكنهم قالوا : قد فرغ من الأمر ،
فلا يزيد ولا ينقص ، فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم : (غُلَّتْ
أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ
يَشاءُ)[٧] ألم تسمع الله عز وجل يقول : (يَمْحُوا اللهُ ما
يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)». [٨]
ثانيا ـ تنزيه الأنبياء عن
المعاصي : الرأي في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام هو عصمة الأنبياء عليهمالسلام جميعا من المعاصي الكبيرة والصغيرة قبل النبوة وبعدها ،
ومن السهو والخطأ في التبليغ ، بينما جوز أصحاب الأحاديث والحشوية على الأنبياء
الكبائر قبل النبوة ، ومنهم من جوزها في حال النبوة سوى الكذب فيما يتعلق بأداء
الشريعة. [٩]