قال: فسمع ابن
القاسم العبليّ بالشّعر يغنّى به، و كان العرجيّ قد أعطاه جماعة من المغنّين/ و
سألهم أن يغنّوا فيه، فصنعوا في أبيات منه عدّة ألحان، و قال: و اللّه لا أجد لهذه
الأمة شيئا أبلغ من إيقاعها تحت التّهمة عند ابن القاسم ليقطع مأكلتها من ماله.
قال: فلمّا سمع العبليّ بالشعر يغنّى به أخرج كلابة و اتّهمها، ثم أرسل بها بعد
زمان على بعير بين غرارتي بعر، فأحلفها بمكّة بين الرّكن و المقام إنّ العرجيّ كذب
فيما قاله. فحلفت سبعين يمينا، فرضي عنها و ردّها. فكان بعد ذلك إذا سمع قول
العرجيّ:
فطالما مسّني من أهلك النّعم
/ قال: كذب و اللّه ما مسّه ذلك قطّ. و قال
إسحاق: و قد قيل: إنّ صاحب هذه القصيدة [و القصة] [12] أبو
[1]
في ت: «فأجرضني» بالجيم. و قد تقدّم الكلام عليهما في الحاشية رقم 3 ص 281 من هذا
الجزء.