responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 91

و قول كثير:

غمر الرداء إذا تبسّم ضاحكا

غلقت لضحكته رقاب المال‌ [1]

فانه استعار الرداء للمعروف لأنّه يصون عرض صاحبه كما يصون الرداء ما يلقى عليه، و وصفه بالغمر الذي هو وصف المعروف لا الرداء فنظر الى المستعار.

الاستعارة التّحقيقيّة:

الاستعارة التّحقيقية هي «أن يكون المشبه المتروك شيئا متحققا إما حسيا أو عقليا» [2].

و سماها العلوي الحقيقية و قال: «و اما الحقيقية فهي أن تذكر اللفظ المستعار مطلقا، كقولك:

«رأيت أسدا». و الضابط لها أن يكون المستعار له أمرا محققا سواء جرد عن حكم المستعار له أو لم يجرد بأن يذكر الاستعارة ثم يأتي بعد ذلك بما يؤكد أمر المستعار له و يوضح حاله» [3]. و مثال ذلك قول الشاعر:

ترى الثياب من الكتّان يلمحها

نور من البدر أحيانا فيبليها

فكيف تنكر أن تبلى معاجرها

و البدر في كلّ وقت طالع فيها [4]

فلما استعار ذكر القمر عقبه بذكر المعاجر و أنّه يبليها بطلوعه فيها كل وقت و ذكره من أجل ايضاح أمر المستعار له و بيان حقيقته.

و أوضح السيوطي تعريف السكاكي فقال: «ما تحقق معناها حسا نحو فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ‌ [5]. أو عقلا نحو وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً [6] أي: بيانا واضحا و حجة دامغة [7]. و الى ذلك ذهب الاسفراييني و المدني. [8]

الاستعارة التّخييليّة:

هي أن يستعار لفظ دال على حقيقة خيالية تقدر في الوهم ثم تردف بذكر المستعار له ايضاحا لها و تعريفا لحالها. و قد سمّاها ابن الاثير الحلبي «استعارة التخييل» [9]، و سماها العلوي «الاستعارة الخيالية الوهمية» [10].

و مثال الاستعارة التخييلية قوله تعالى: بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ [11] و قوله: وَ يَبْقى‌ وَجْهُ رَبِّكَ‌ [12] و هما من الآيات الدالة على التشبيه.

و من ذلك قول أبي ذؤيب الهذلي:

و اذا المنيّة أنشبت أظفارها

ألفيت كلّ تميمة لا تنفع‌

و قد يجتمع التحقيق و التخييل في الاستعارة كما في قوله تعالى: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ‌ [13]. و الظاهر من هذه الاستعارة هو التخييل لأنّ اللّه- تعالى- لما ابتلاهم لكفرهم باتصال هاتين البليتين، و لما استعار اللباس ههنا مبالغة في الاشتمال عليهم أخذ الوهم في تصوير ما للمستعار منه من التغطية و الستر و الاسترسال رعاية لمزيد البيان في ذلك. و إن جعلت من باب التحقيق فهو أنّ ما يرى على الانسان عند شدة الخوف و الجوع‌


[1] غمر؛ كثير أو واسع. الرداء؛ العطاء الشبيه بالرداء. غلقت انتقل ملكها الى أيدي السائلين.

[2] مفتاح العلوم ص 176.

[3] الطراز ج 1 ص 230.

[4] المعاجر؛ جمع معجر على وزن منبر، و هو ثوب تعتم به المرأة و تشده على رأسها.

[5] النحل 112.

[6] النساء 174.

[7] معترك ج 1 ص 281، الاتقان ج 2 ص 45، شرح عقود الجمان ص 93.

[8] الأطول ج 2 ص 154، أنوار الربيع ج 1 ص 251، التبيان في البيان ص 189.

[9] جوهر الكنز ص 58.

[10] الطراز ج 1 ص 232.

[11] المائدة 64.

[12] الرحمن 27.

[13] النحل 112.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 91
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست