responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 81

المسيح، ثم استطرد الرد على العرب الزاعمين بنوّة الملائكة» [1].

و هذا يدل على أنّ لأسلوب الاستطراد أمثلة في كتاب اللّه الخالد غير ما ذكر المصري. و قال المظفر العلوي: «و معنى الاستطراد خروج الشاعر من ذم الى مدح أو من مدح الى ذم» [2]، كقول زهير:

إنّ البخيل ملوم حيث كان و لكنّ‌

الجواد على علّاته هرم‌

و أشار القرطاجني الى الفرق بين الاستطراد و التخلص بقوله: «و أهل البديع يسمون ما كان الخروج فيه بتدرج تخلصا، و ما لم يكن بتدرج و لا هجوم و لكن بانعطاف طارى على جهة من الالتفات استطرادا» [3]، كقول حسان بن ثابت:

إن كنت كاذبة الذي حدّثتني‌

فنجوت منجى الحارث بن هشام‌

و لا يرى المدني ذلك استطرادا و انما هو تخلص لأنّ «الاستطراد يشترط فيه العود الى الكلام الأول كما تقدم، و حسان لم يعد الى ما كان عليه من ذكر العاذلة بل أتم القصيدة مستمرا على ذكر هزيمة الحارث بن هشام و الإيقاع بقومه في يوم بدر» [4].

و ذكر السيوطي أنّ مما يقترب من الاستطراد و لا يكاد ان يفترقان حسن التخلص، و قال: «و قال بعضهم: الفرق بين التخلص و الاستطراد أنّك في التخلص تركت ما كنت فيه بالكلية و أقبلت على ما تخلصت اليه. و في الاستطراد تمر بذكر الأمر الذي استطردت اليه مرورا كالبرق الخاطف ثم تتركه و تعود الى ما كنت فيه كأنك لم تقصده و إنّما عرض عروضا.

قال: و بهذا يظهر أنّ ما في سورة الأعراف و الشعراء من باب الاستطراد لا التخلص لعوده في الأعراف الى قصة موسى بقوله: «وَ مِنْ قَوْمِ مُوسى‌ أُمَّةٌ ...»، و في الشعراء الى ذكر الانبياء و الأمم» [5]. و قال العلوي: «هو أن يشرع المتكلم في شي‌ء من فنون الكلام ثم يستمر عليه فيخرج الى غيره ثم يرجع الى ما كان عليه من قبل، فان تمادى فهو الخروج و إن عاد فهو الاستطراد» [6]، و فرّق بين الأثنين الحموي و المدني‌ [7]، و لكن قد يجتمع التخلص و الاستطراد كما في قول مسلم:

أجدّك لا تدرين أن ربّ ليلة

كأنّ دجاها من قرونك تنشر

أرقت لها حتى تجلّت بغرّة

كغرة يحيى حين يذكر جعفر

و عرّف القزويني الاستطراد بقوله: «هو الانتقال من معنى الى معنى آخر متصل به لم يقصد بذكر الأول التوصل الى ذكر الثاني» [8]، و ذكر السبكي و الحموي و السيوطي هذا التعريف‌ [9]، و عرفه الزركشي تعريفا غريبا فقال: «و هو التعريض بعيب انسان بذكر عيب غيره» [10]، كقوله تعالى: وَ سَكَنْتُمْ فِي مَساكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَ تَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ‌ [11]، و نقل ابن قيم الجوزية هذا التعريف و المثال و أضاف اليه بيتي السموأل السابقين‌ [12]. و ذكر المدني بعض التعريفات السابقة، و أشار الى ما بين الاستطراد و التخلص من فروق، و ذكر أمثلة من القرآن‌


[1] معترك ج 1 ص 59.

[2] نضرة الاغريض ص 107.

[3] منهاج البلغاء ص 316.

[4] أنوار الربيع ج 1 ص 235.

[5] معترك ج 1 ص 61.

[6] الطراز ج 3 ص 12.

[7] خزانة ص 44، انوار ص 229.

[8] الايضاح ص 349.

[9] عروس الافراح ج 4 ص 315، خزانة ص 44، شرح عقود الجمان ص 135، الروض المريع ص 96، نفحات ص 150، التبيان في البيان ص 320، شرح الكافية ص 73.

[10] البرهان في علوم القرآن ج 3 ص 300.

[11] ابراهيم 45.

[12] الفوائد ص 135.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست