responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 675

تعالى: أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى‌ [1] و كون ما يصلح للعود و لم يسق الكلام له كقوله تعالى: رُسُلُ اللَّهِ، اللَّهُ أَعْلَمُ‌ [2] و الاشارة الى عدم دخول الجملة في حكم الاولى كقوله تعالى:

فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلى‌ قَلْبِكَ وَ يَمْحُ اللَّهُ الْباطِلَ‌ [3].

و سمّاه القزويني: «وضع المظهر موضع المضمر» [4] و ذكر بعض دواعيه التي تقدمت، و قال إنّه يأتي اسم اشارة، و ذلك لكمال العناية بتمييزه لاختصاصه بحكم بديع كقوله ابن الراوندي:

كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه‌

و جاهل و جاهل تلقاه مرزوقا

هذا الذي ترك الأوهام حائرة

و صيّر العالم النحرير زنديقا

و إما للتهكم بالسامع كما اذا كان فاقد البصر، أو لم يكن ثمّ مشار اليه أصلا. و إما للنداء على كمال بلادته بإنّه لا يدرك غير المحسوس بالبصر أو على كمال فطانته، بأنّ غير المحسوس بالبصر عنده كالمحسوس عند غيره. و إما لادعاء أنّه كمل ظهوره حتى كأنه محسوس بالبصر كقول ابن الدمينة:

تعاللت كي أشجى و ما بك علّة

تريدين قتلي قد ظفرت بذلك‌

و يأتي غير اسم إشارة و ذلك لزيادة التمكين كقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ [5] و قوله:

وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ، وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ‌ [6]. و قول الشاعر:

إن تسألوا الحقّ نعط الحقّ سائله‌

و الدرع محقبة و السيف مقروب‌ [7]

و إما لادخال الروع في ضمير السامع و تربية المهابة، و إما لتقوية داعي المأمور كقوله تعالى: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ‌ [8].

و إما للاستعطاف كقول الشاعر: «إلهي عبدك العاصي أتاكا».

وضع الماضي موضع المستقبل:

هذا النوع من خلاف مقتضى الظاهر و ذلك تنبيها على تحقيق وقوعه كقوله تعالى: وَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ‌ [9] و قوله: وَ نادى‌ أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا: ما أَغْنى‌ عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَ ما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ‌ [10].

و إما للاشراف أي: مشارفة وقوعه و مقاربته كقوله تعالى: وَ لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَ لْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً [11] أي: لو شارفوا أن يتركوا.

أو لابراز غير الحاصل في معرض الحاصل لقوة الاسباب الظاهرة كقول المشتري: «اشتريت» حال انعقاد أسبابه‌ [12].

و قد بحث ابن الاثير هذا النوع في شجاعة العربية أو الالتفات و قال فائدة ذلك «أنّ الفعل الماضي إذا أخبر به عن الفعل المستقبل الذي لم يوجد بعد كان ذلك أبلغ و أوكد في تحقيق الفعل و إيجاده؛ لأنّ الفعل الماضي يعطي من المعنى أنّه قد كان و وجد، و إنما يفعل ذلك إذا كان الفعل المستقبل من الاشياء العظيمة


[1] البقرة 282.

[2] الانعام 124.

[3] الشورى 24.

[4] الايضاح ص 69، التلخيص ص 90، شروح التلخيص ج 1 ص 452، المطول ص 128، الاطول ج 1 ص 151.

[5] الاخلاص 1- 2.

[6] الاسراء 105.

[7] محقبة: موضوعة خلفنا على الركاب. مقروب:

موضع في قرابه.

[8] آل عمران 159.

[9] النمل 87.

[10] الاعراف 48.

[11] النساء 9.

[12] شرح عقود الجمان ص 30.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 675
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست