أي: لا ترفثوا و لا تفسقوا. و قد تقدم ذلك في الخبر.
وضع الطّلب موضع الخبر:
أي أن ينقل الاسلوب الطلبي الى الخبر [1]، و قد تقدم ذلك في الأمر و النهي و غيرهما من أساليب الانشاء الطلبي.
وضع الظاهر موضع المضمر:
قال الزركشي: «و العجب أنّ البيانيين لم يذكروه في أقسام الإطناب» [2] و قال السيوطي: «و رأيت فيه تأليفا مفردا لابن الصائغ» [3].
و لهذا النوع فوائد منها: زيادة التقرير و التمكين كقوله تعالى: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ [4].
و الاصل: هو الصمد. و قوله تعالى: وَ بِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَ بِالْحَقِّ نَزَلَ [5].
و قصد التعظيم كقوله تعالى: وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [6].
و قصد الاهانة و التحقير كقوله تعالى: أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ، أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ [7].
و الاستلذاذ بذكره كقوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً [8].
و زيادة التقدير كقوله تعالى: وَ يَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَ ما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [9].
و إزالة اللبس حيث يكون الضمير يوهم أنّه غير المراد كقوله تعالى: قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ [10].
و أن يكون القصد تربية المهابة و إدخال الروعة في ضمير السامع كقوله تعالى: الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ [11].
و قصد تقوية داعية المأمور كقوله تعالى: فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ [12].
و تعظيم الأمر كقوله تعالى: أَ وَ لَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ [13].
و أن يقصد التوصل بالظاهر الى الوصف كقوله تعالى:
فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ كَلِماتِهِ [14] بعد قوله في صدر الآية: إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً.
و التنبيه على علة الحكم كقوله تعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ [15].
و قصد العموم كقوله تعالى: حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها [16].
و قصد الخصوص كقوله تعالى: وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ [17].
و مراعاة التجنيس كقوله تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلهِ النَّاسِ [18]. و منها أن يتحمل ضميرا لا بدّ منه كقوله تعالى: ... أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها [19]. و كونه أهم من الضمير كقوله
[1] البرهان في علوم القرآن ج 3 ص 350.
[2] البرهان في علوم القرآن ج 2 ص 482.
[3] الاتقان ج 2 ص 72.
[4] الاخلاص 1- 2.
[5] الاسراء 105.
[6] البقرة 282.
[7] المجادلة 19.
[8] فاطر 10.
[9] آل عمران 78.
[10] آل عمران 26.
[11] الحاقة 1- 2.
[12] آل عمران 159.
[13] العنكبوت 19- 20.
[14] الاعراف 158.
[15] البقرة 59.
[16] الكهف 77.
[17] الاحزاب 50.
[18] الناس 1- 3.
[19] الكهف 77.