responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 613

مبتدعاته‌ و قد تقدّم السلب و الإيجاب.

مراعاة الحروف:

قال التنوخي: «و من البيان مراعاة الحروف و معانيها و مواقع اللبس فيها و اشتباه بعضها ببعض و هذا مما يحتاج الى الطباع السليمة و التدرّب في معاني الشعر و الخطب و ما جاء من كلام العرب في مكاتباتهم الى غير ذلك مما استعملوه». و من ذلك قوله تعالى: كَلَّا لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ. فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى‌ طَعامِهِ. أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا. ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا. فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا. وَ عِنَباً وَ قَضْباً. وَ زَيْتُوناً وَ نَخْلًا. وَ حَدائِقَ غُلْباً. وَ فاكِهَةً وَ أَبًّا. مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ. فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ. يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ. وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ‌. قال التنوخي: لما زجر ب كَلَّا و أخبر أنّ المرء لم يقض ما أمر به عقب الزجر بالأمر فأتى بالفاء مستأنفا للجملة الاخرى و تعقيبا للزجر بالأمر و تنبيها على أنّ غفلة الإنسان مما ينبغي له سبب لأن يوعظ.

فالفاء هنا دلّت على الاستئناف و التعقيب و التسبب.

و عطف شق الأرض على صبّ الماء ب «ثم» إذ لا بدّ بينهما من مهلة و قال: فَأَنْبَتْنا إذ انشقاق الأرض بالنبات فلا مهلة بينهما، ثم عطف النبات بعضه على بعض بالواو لأنّ فيه ما ينبت بعضه مع بعض و ما ينبت بعضه عقيب بعض و ما يتقدم بعضه على بعض و يتأخّر من غير تعقيب. و الواو تستعمل في هذه المواضع كلها إذ هي لمجرّد الاشتراك. ثم قال: فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ و ليس وقت مجيئها عقيب ما قبلها فهي لتعقيب الوعظ بعضه ببعض إذ هو من توابع الزجر و ليس في هذا العطف تعرض لتوالي الأوقات ثم قال: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ. وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ. وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ‌ فعطف بالواو لأنّه يفر من المفرور منه إذا لقيه و لقاؤه لهم قد يكون في وقت واحد و قد يكون في أوقات مختلفة، و الواو هي الجامعة لذلك كله. و قدّم الأخ على الأم، و الأم على الأب، و الأب على الصاحبة و الصاحبة على الابناء انتقالا من كل واحد الى من هو أعز منه و أشد حفاوة، و الأب و إن كان كالأمّ أو مرجوحا من جهة البر فانه يرجى نصره أكثر من الأمّ و المحافظة على الرجال أشد منها على النساء. و أخر الصاحبة عنه و إن كانت لا يرجى نصرها لزيادة الانس و المودة التي جعل اللّه بينهما، و أخّر البنين عنها لأنّهم الغاية و النتيجة و زيادة حبهم بالطبع على كل أحد».

و مثل ذلك حروف الجر قال: التنوخي: «و انظر الى حروف الجر في مثل قوله تعالى: وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى‌ هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ‌. استعمل «على» بالنسبة الى «الهدى» و «في» بالنسبة الى الضلال مع أنّ كلّ واحد منهما يجوز أن يقال فيه «على» و «في» لأنّ الهدى من اللّه و اللّه الهادي و الدالّ على طريق الهدى، فكل من «هدى» و «دل» فهو على الهدى، و لا يوصف أحد بأنّه فيه إلّا لقربه و علو مرتبته، و هذا لا يكون إلّا للآحاد ممن يشاء اللّه فاستعملت «على» لشمولها و أمّا الضلال فيوصف به من ضل عن الهدى. و من لم يهتد بعد و هو مما ينسب الى الإنسان على سبيل الأدب مع اللّه فالضلال محيط بالضال بالطبع حتى يهديه اللّه ف «في» هنا استعملت لأنّها أبلغ من «على»، و أيضا فانّ الترديد ههنا في الظاهر و اما في نفس الأمر فالمشركون هم في الضلال منغمسون غاية الانغماس فتكون «في» أنسب. و كان ابن الأثير قد تحدث عن ذلك في «الحروف العاطفة و الجارة» و قال: «إنّ أكثر الناس يضعون هذه الحروف في غير مواضعها فيجعلون ما ينبغي أنّ يجر ب «على» ب «في»


[1] عروس الافراح ج 4 ص 471، خزانة الادب ص 99، معترك ج 1 ص 418، الاتقان ج 2 ص 96، شرح عقود الجمان ص 134، أنوار الربيع ج 2 ص 350، نفحات الأزهار ص 107، التبيان في البيان ص 266، شرح الكافية ص 99.

[2] الاقصى القريب ص 88.

[3] عبس 23- 36.

[4] سبأ 24.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 613
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست