قال الباقلّاني: فالبيان على أربعة
أقسام: كلام و حال و إشارة و علامة و يقع التفاضل في البيان»[4] و لم يعرّفه، غير أنّ المصري قال:
«حسن البيان عبارة عن الإبانة عما في النفس بألفاظ سهلة بليغة بعيدة من
اللبس»[5].
و قال:
«و حقيقة حسن البيان إخراج المعنى في أحسن الصور الموضحة له و إيصاله
الى فهم المخاطب بأقرب الطرق و أسهلها فانه عين البلاغة»[6]. و قد تأتي العبارة عنه من طريق
الايجاز و قد تأتي من طريق الاطناب بحسب ما تقتضيه الحال. و فرّق بينه و بين
الإشارة و الايضاح فقال: «إنّ الإشارة لا تكون بلفظ الحقيقة و حسن البيان يكون بلفظ الحقيقة و
بغيره ...
و الايضاح يكون العبارة الفاضلة و
العبارة النازلة و حسن البيان لا يكون إلا بالعبارة الفاضلة»[7]. و قال المدني: «حسن البيان هو المنطق الفصيح المعرب
عما في الضمير، و إنّما سمّي هذا النوع بحسن البيان لأنّه عبارة عن الافصاح عما في
النفس بألفاظ سهلة بليغة بعيدة عن اللبس من غير حشو مستغنى عنه يكاد يستر وجه حسن
البيان و يغطي واضح التبيان»[8].
و قسّموه الى حسن و متوسّط و قبيح.
فالقبيح كبيان باقل و قد سئل عن ثمن ظبي كان معه فأراد أن يقول:
«أحد عشر» فادركه العي ففرق أصابع يديه و أدلع لسانه فأفلت الظبي. و هذا
على مذهب المصري من الايضاح و ليس من حسن البيان. و المتوسط كما لو قال خمسة و ستة
أو عشرة و واحد، و الحسن لو قال:
«أحد عشر» و هذا كالسابق ايضاح و ليس حسن بيان، و إنما هو الكلام البليغ
الذي يفصح عن المعنى. و هو معظم ما أنتجه الشعراء الفحول و كبار الكتاب.
حسن التّأليف:
قال العسكري: «حسن التأليف يزيد المعنى وضوحا و شرحا
و مع سوء التأليف و رداءة الرصف و التركيب شعبة من التعمية، فاذا كان المعنى سبيّا