responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 460

من فاتني بأبيه‌

و لم يفتني بأمّه‌

و رام شتمي ظلما

سكتّ عن نصف شتمه‌

و من هذا الباب قول ابن الرومي:

تخذتكم درعا حصينا لتدفعوا

نبال العدا عني فكنتم نصالها

و قد كنت أرجو منكم خير ناصر

على حين خذلان اليمين شمالها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودّتي‌

ذماما فكونوا لا عليها و لا لها

قفوا وقفة المعذور عني بمعزل‌

و خلّوا نبالي للعدا و نبالها

فاتبعه ابن سنان الجفاجي الحلبي فقال:

أعددتكم لدفاع كلّ ملمّة

عونا فكنتم عون كل ملمّة

و تخذتكم لي جنّة فكأنما

نظر العدوّ مقاتلي من جنّتي‌

فلأنفضنّ يديّ يأسا منكم‌

نفض الأنامل من تراب الميّت‌

و من مليح الاتّباع ما وقع بين ابن الرومي و أبي حية النميري فيما قاله، في زينب أخت الحجاج حيث قال:

تضوّع مشكا بطن نعمان إذ مشت‌

به زينب في نسوة عطرات‌

يخمّرن أطراف البنان من التّقى‌

و يبرزن شطر الليل معتجرات‌

فهنّ اللواتي إن برزن قتلنني‌

و إن غبن قطّعن الحشا حسرات‌

و قد اتّبع ابن الرومي أبا حية في البيت الأخير فقال:

ويلاه إن نظرت و إن هي أعرضت‌

وقع السّهام و نزعهنّ أليم‌

حسن الأخذ:

يتصل هذا النوع بالسرقات، و هي مسألة لا بدّ منها لأنّ اللاحق يتأثر بالسابق، قال العسكري: «ليس لأحد من أصناف القائلين غنى عن تناول المعاني ممن تقدمهم و الصبّ على قوالب من سبقهم. و لكن عليهم إذا أخذوها أن يكسوها ألفاظا من عندهم و يبرزوها في معارض تأليف و يوردوها في غير حليتها الأولى و يزيدوها في حسن تأليفها و جودة تركيبها و كمال حليتها و معرضها، فاذا فعلوا ذلك فهم أحقّ بها ممن سبق اليها. و لو لا أنّ القائل يؤدي ما سمع لما كان في طاقته أن يقول و إنما ينطق الطفل بعد استماعه من البالغين» [1]. ثم قال: «و قد أطبق المتقدمون و المتأخرون على تداول المعاني بينهم فليس على أحد فيه عيب إلا إذا أخذه بلفظه كله أو أخذه فأفسده و قصّر فيه عمن تقدمه» [2]. و هذا قريب من «حسن الاتباع» بل هو نفسه لأنّ ما اشترطه العسكري ينطبق على النوعين. و قد استعمل مصطلح «حسن الاتباع» [3] و هو يتحدث عن «حسن الأخذ» فكأنه يريد بهما معنى واحدا. و من ذلك قول وهب بن الحارث بن زهرة:

تبدو كواكبه و الشّمس طالعة

تجري على الكأس منه الصاب و المقر

أخذه النابغة فقال:

تبدو كواكبه و الشّمس طالعة

لا النور نور و لا الإظلام إظلام‌

و أخذ قول رجل من كندة في عمرو بن هند:

هو الشمس وافت يوم دجن فأفضلت‌

على كلّ ضوء و الملوك كواكب‌

فقال:


[1] كتاب الصناعتين ص 196.

[2] كتاب الصناعتين ص 197.

[3] كتاب الصناعتين ص 214.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 460
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست