responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 416

و التمثيل عند العسكري و الباقلاني و ابن رشيق المماثلة، و هو ضرب من الاستعارة [1]. و التمثيل عند عبد القاهر و السكاكي و القزويني و شراح التلخيص و غيرهم‌ [2] هو «التشبيه التمثيلي» و قد تقدم.

التّمزيج:

مزج الشي‌ء يمزجه مزجا فامتزج: خلطه‌ [3].

و التمزيج من مبتدعات المصري، و قد قال: «هو أن يمزج المتكلم معاني البديع بفنون الكلام أعني أغراضه و مقاصده بعضها ببعض بشرط أن تجمع معاني البديع و الفنون في الجملة أو الجمل من النثر و البيت او البيوت من الشعر» [4] كقول بكر بن النطّاح:

بذلت لها ما قد أرادت من المنى‌

لترضى فقالت قم فجئني‌

بكوكب‌

فقلت لها هذا التعنّت كلّه‌

كمن يتشهّى لحم عنقاء مغرب‌

فأقسم لو أصبحت في عزّ مالك‌

و قدرته أعيا بما رمت مطلبي‌

فتى شقيت أمواله بعفاته‌

كما شقيت بكر بأرماح تغلب‌

فان التمزيج وقع في الثلاثة المتواليات من هذا الشعر بعد الأول، فأما الأول من الثلاثة فانّه مزج في صدره العتاب بالغزل بالمراجعة حيث قال: «فقلت لها هذا التعنت كله» لارتباط هذا الصدر بما قبله بسبب المراجعة التي فيهما إذ قال: «فقالت» و أتى في عجز البيت بالتذييل ليتحقق العتاب و يستدل على صحة ما ادعاه من التعنت فمزج المذهب الكلامي بالتذييل في العجز. كما مزج العتاب و الغزل في الصدر مع الارتباط بما قبله و حقق ذلك بالمراجعة الحاصلة فيهما فوقع التمزيج في البيت المذكور من الفنون في العتاب و الغزل، و من المعاني في المراجعة بسبب الارتباط و التذييل و المذهب الكلامي، ثم مزج المبالغة بالقسم في البيت الثاني من الثلاثة، و المدح بالغزل بواسطة الاستطراد، و أتى بالطامة الكبرى في البيت الثالث من الثلاثة إذ مزج فيه الإرداف بالتشبيه و الشجاعة بالكرم، و مدح قبيلة الممدوح بمدحه و ذمّ أعداءها، و الايغال بالتشبيه.

و التمزيج يلتبس بأربعة أبواب من البديع هي:

التكميل و الافتنان و التعليق و الادماج، و قد فرّق المصري بينها فقال: «إنّ التكميل لا يكون إلا في معاني النفوس و أغراضها معا في البديع، و لا يكون أحد الأمرين فيه قد اتحد بالآخر بحيث لا يظهر من الكلام إلا صورة أحد الأمرين دون الآخر. و إنما يؤخذ المعنى الآخر من الكلام بطريق القوة لشدة امتزاج المعنيين او الفنين أو أحدهما بالآخر، و هذه حال التمزيج بمعاني النفوس و معاني البديع. و الفرق بين التمزيج و الافتنان أنّ الافتنان لا يكون إلا بالجمع بين فنين من أغراض المتكلم كالغزل و المدح و العتاب و الهجاء و التهنئة و التعزية، و التمزيج بخلاف ذلك إذ هو يجمع الفنون و المعاني و يكون الأمران فيه متداخلين، و الفنان فيه ظاهران. و الفرق بين التمزيج و التعليق أنّ التعليق كالافتنان في اختصاصه بالفنون دون المعاني و ظهور الفنين فيه معا إلّا أنّ أحدهما متعلق بالآخر، و الافتنان لا يكون إلا بالجمع بين فنين من أغراض المتكلم كالغزل و المدح و العتاب و الهجاء و التهنئة و التعزية، و التمزيج بخلاف ذلك إذ هو يجمع الفنون و المعاني، و يكون الأمران فيه متداخلين أي أحد الفنين فيه متعلقا بالآخر و لا بدّ، و كلاهما يفارق الامتزاج في ظهور صور الأشياء التي‌


[1] كتاب الصناعتين ص 353، إعجاز القرآن ص 119، العمدة ج 1 ص 280.

[2] أسرار البلاغة ص 84، دلائل الاعجاز ص 54، مفتاح العلوم ص 164، الايضاح ص 249، شرح الكافية ص 115.

[3] اللسان (مزج).

[4] تحرير التحبير ص 536، بديع القرآن ص 246.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 416
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست