responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 396

المعبر عنه» [1]. و ذكر بيتي الأعشى السابقين. و هذا غريب من السّيوطي، و لعلّه يريد انه لم ير أحدا أدخل التفريط في المحسّنات المعنوية من البديع.

التّفريع:

فرّع: فرّق، و فرع كل شي‌ء: أعلاه، و تفرّعت أغصان الشجرة أي كثرت‌ [2]. و التفريع مصدر قولك: «فرعت من هذا الأصل فروعا» إذا استخرجتها [3]. قال ابن رشيق: «و هو من الاستطراد كالتدريج في التقسيم، و ذلك أن يقصد الشاعر وصفا ما ثم يفرع منه وصفا آخر يزيد الموصوف توكيدا» [4]، كقول الكميت:

أحلامكم لسقام الجهل شافية

كما دماؤكم يشفى بها الكلب‌

فوصف شيئا ثم فرّع شيئا آخر لتشبيه شفاء هذا بشفاء هذا.

و قول ابن المعتز:

كلامه أخدع من لحظه‌

و وعده أكذب من طيفه‌

فبينا هو يصف خدع كلامه فرّع منه خدع لحظه، و يصف كذب وعده فرّع كذب طيفه. و قال البغدادي: «هو أن يأخذ الشاعر في وصف من الأوصاف فيقول ما كذا، فينعت شيئا من الأشياء نعتا حسنا ثم يقول بأفعل من كذا» [5]، كما قال الأعشى:

ما روضة من رياض الحزن معشبة

خضراء جاد عليها مسبل هطل‌

يضاحك الشمس منها كوكب شرق‌

مؤزّر بعميم النّبت مكتهل‌

يوما بأطيب منها نشر رائحة

و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل‌

و قال القرطاجني: «هو أن يصف الشاعر شيئا بوصف ما ثم يلتفت الى شي آخر يوصف بصفة مماثلة أو مشابهة أو مخالفة لما وصف به الأول فيستدرج من أحدهما الى الآخر و يستطرد به اليه على جهة تشبيه أو مفاضلة أو التفات أو غير ذلك مما يناسب به بين بعض المعاني و بعض فيكون ذكر الثاني كالفرع عن ذكر الأول» [6]. و هذا قريب مما ذهب اليه ابن رشيق، بل الأمثلة واحدة. و التفريع عند المصري نوعان:

أحدهما: أن يبدأ الشاعر بلفظة هي إما اسم و إما صفة ثم يكررها في البيت مضافة الى أسماء و صفات يتفرع من جملتها أنواع من المعاني في المدح و غيره كقول المتنبي:

أنا ابن اللقاء أنا ابن السماء

أنا ابن الضراب انا ابن الطعان‌

أنا ابن الفيافي أنا ابن القوافي‌

انا ابن السروج أنا ابن الرعان‌

طويل النجاد طويل العماد

طويل القناة طويل السنان‌

حديد اللحاظ حديد الحفاظ

حديد الحسام حديد الجنان‌

و هذا النوع لم يسبق الى استخراجه، و هو تفريع الجميع لأنّ كل بيت ينطوي على فروع من المعاني شتى من المدح تفرعت من أصل واحد.

و النوع الثاني: يتفرع منه معنى واحد من أصل واحد اما في بيت أو أبيات، و اما في جملة من الكلام او جمل، و هو أن يصدر الشاعر او المتكلم‌


[1] شرح عقود الجمان ص 123.

[2] اللسان (فرع).

[3] أنوار الربيع ج 6 ص 111.

[4] العمدة ج 2 ص 44، و ينظر المنزع البديع ص 466.

[5] قانون البلاغة ص 455، و ينظر الوافي ص 291.

[6] منهاج البلغاء ص 59 و ينظر الروض المريع ص 96، كفاية الطالب ص 188.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست