responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 395

الاشارة [1].

التّفريط:

أفرط عليه في القول يفرط: أسرف و تقدّم. و فرط في الأمر يفرط فرطا أي قصّر فيه و ضيّعه حتى فات، و كذلك التفريط و هو التقصير و التضييع‌ [2].

قال ابن منقذ: «هو أن يقدم الشاعر على شي‌ء فيأتي بدونه فيكون تفريطا منه إذ لم يكمل اللفظ أو يبالغ في المعنى» [3]، كقول حسّان بن ثابت:

لنا الجفنات الغرّ يلمعن بالضّحى‌

و أسيافنا من شدّة تقطر الدما

فرّط في قوله: «الجفنات» لأنّها دون العشرة و هو يقدر أن يقول: «لدينا الجفان» لأنّ العدد الأقل لا يفتخر به.

و قال ابن الأثير: «و اما التفريط فهو التقصير و التضييع، و لهذا قال اللّه تعالى: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ [4] أي: ما أهملنا و لا ضيّعنا. و أما الإفراط فهو الإسراف و تجاوز الحدّ، يقال: أفرط في الشي‌ء، إذا أسرف و تجاوز الحدّ. و التفريط و الإفراط هما الطرفان البعيدان، و الاقتصاد هو الوسط المعتدل، و قد نقلت هذه المعاني الثلاثة إلى هذا النوع من علم البيان. أمّا الاقتصاد فهو: أن يكون المعنى المضمر في العبارة على حسب ما يقتضيه المعبّر عنه في منزلته. أمّا التفريط و الإفراط فهما ضدّان: أحدهما أن يكون المعنى المضمر في العبارة دون ما تقتضيه منزلة المعبّر عنه، و الآخر أن يكون المعنى فوق منزلته.

و التفريط في المعاني الخطابية قبيح لا يجوز استعماله بوجه من الوجوه، و الإفراط يجوز استعماله، فمنه الحسن و منه دون ذلك. فممّا جاء من التفريط قول الأعشى:

و ما مزبد من خليج الفرا

ت جون غواربه تلتطم‌ [5]

بأجود منه بما عونه‌

إذا ما سماؤهم لم تغم‌

فانه مدح ملكا بالجود بماعونه، و الماعون: كلّ ما يستعار من قدوم أو قصعة أو قدر أو ما أشبه ذلك، و ليس للملوك في بذله مدح و لا لأوساط الناس أيضا، و في مدح السوقة به قولان، و مدح الملوك به عيب و ذمّ فاحش، و هذا من أقبح التفريط» [6].

و قال التّنّوخي: «و التفريط أن يكون اللفظ قاصرا عمّا تضمنه من المعنى» [7].

و قال ابن الأثير الحلبي: «و أمّا التفريط و الإفراط فهو أن يكون المعنى المضمّن في العبارة بخلاف ما تقتضيه البلاغة إمّا أن يكون انحطاطا دونها فهو تفريط و إمّا ما تجاوز عنها فهو الإفراط. و لهذا قال عليه السّلام: «الجاهل إمّا مفرط أو مفرّط» يعني إما مقصّر فيما يجب عليه أو متجاوز الحدّ فيما أمر به» [8].

و عرّفه العلوي بمثل هذا التعريف، أي أنّ التفريط هو التقصير و التضييع‌ [9]، وعدّ الاقتصاد و التفريط و الإفراط فصلا واحدا سماه «الامتحان». و نقل ابن الجوزيّة كلام ابن الأثير و بعض أمثلته‌ [10].

لقد تحدّث البلاغيّون عن التفريط و أوضحوا معناه، و الغريب أنّ السّيوطي قال: «و نبّهت من زيادتي أيضا على نوع يسمّى التفريط ذكره عبد الباقي اليمني في كتابه و لم أره لغيره قال: «و هو ضد المبالغة، أن يؤتي بالوصف ناقصا عمّا يقتضيه حال‌


[1] المنزع البديع ص 267.

[2] اللسان (فرط).

[3] البديع في نقد الشعر ص 146.

[4] الانعام 38.

[5] المزبد: الموج. الجون: الأسود. الغوارب جمع غارب، و غارب كل شي‌ء: أعلاه.

[6] المثل السائر ج 2 ص 316، الجامع الكبير ص 226.

[7] الأقصى القريب ص 100.

[8] جوهر الكنز ص 139.

[9] الطراز ج 2 ص 308.

[10] الفوائد ص 208.

نام کتاب : معجم المصطلحات البلاغية و تطورها نویسنده : احمد مطلوب    جلد : 1  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست