صرّحت الخمر تصريحا انجلى زبدها
فخلصت، و صرّح فلان بما في نفسه و صارح: أبداه و أظهره، و التصريح خلاف التعريض[2].
و التصريح بعد الإبهام هو التفسير
و قد سمّاه كذلك ابن قيم الجوزية فقال: «التصريح» بعد
الابهام و يسمى التفسير»[3]. و التفسير «في اللغة تفعيل من الفسر، و هو البيان و الكشف، و قيل: هو مقلوب السفر،
يقال: أسفر الصباح: إذا أضاء»[4]. و سمّاه بعضهم «التبيين»[5]، و عدّه قدامة من أنواع المعاني و
سمّاه «صحة التفسير» و قال: هي «أن يضع الشاعر معاني يريد أن يذكر
أحوالها في شعره الذي يصنعه فاذا ذكرها أتى بها من غير أن يخالف معنى ما أتى به
منه و لا يزيد أو ينقص»[6] كقول الفرزدق:
و قال العسكري: «هو أن يورد معاني فيحتاج الى شرح
أحوالها فاذا شرحت تأتي في الشرح بتلك المعاني من غير عدول عنها أو زيادة تزاد
فيها»[8]، كقوله تعالى:
وَ مِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ
لَكُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ[9]. فجعل
السكون لليل و ابتغاء الفضل للنهار، فهو في غاية الحسن و نهاية التمام.
و قال الباقلّاني: هو أن توضع معان
تحتاج الى شرح أحوالها فاذا شرحت أثبتت تلك المعاني من غير عدول عنها و لا زيادة و
لا نقصان»[10].
و قال ابن رشيق: «هو أن يستوفي الشاعر شرح ما ابتدأ به
مجملا و قلما يجيء هذا إلا في أكثر من بيت واحد»[11].
و قال ابن سنان: «هو أن يذكر مؤلف الكلام معنى يحتاج
الى تفسيره فيأتي به على الصحة من غير زيادة و لا نقص»[12].
و قال البغدادي: «هي أن توضع معان تحتاج الى شرح
أحوالها فاذا شرحت أتي بتلك المعاني من غير عدول عنها و لا زيادة عليها و لا نقصان
منها»[13].
و قال ابن منقذ: «إنّ التفسير هو أن تذكر جملة فلا تزيد
فيها و لا تنقص منها و لا تخالف بينها»[14].
و قال الصنعاني: «و من أنواع الفصاحة ما يسمونه
التفسير، و التفسير شرح ما يبتدىء به القائل مجملا»[15].
و قال ابن شيث القرشي: «هو أن يكون في صدر الكلام جملة يفسرها
ما بعدها»[16].
و قال ابن الاثير:
«إنّ صحة الترتيب في ذلك أن يذكر في الكلام معان مختلفة فاذا أعيد اليها
بالذكر لتفسر قدّم المقدّم و أخّر
[1]حسن
القرآن ص 315، نهاية الارب ج 7 ص 177، و ينظر الروض المريع ص 167.