و من أمثلة التمثيل عند القزويني و الجمهور أبيات ابن المعتز و ابن عبد القدوس و قول بشار:
كأنّ مثار النقع فوق رؤوسنا
و أسيافنا ليل تهاوى كواكبه
و وجه الشبه في البيت حسي و إن كان مركبا.
و قد يكون التمثيل على سبيل الاستعارة، و اذا كثر استعماله سمّي مثلا كقول بشار:
إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أوصل أخاك فانّه
مقارف ذنب مرّة و مجانبه
و قول أبي تمام:
و اذا أراد اللّه نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسود
لو لا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طيب عرف العود
و لورود الأمثال على سبيل الاستعارة لا تغير، أي انها تستعمل كما وردت من غير التفات الى المخاطب أو الموضوع.
تشبيه التّوليد:
ذكر المصري لونا من التشبيه فقال: «و النوع الآخر من التشبيه هو الذي يسمّى تشبيه التوليد و التمثيل كقول الكميت:
أحلامكم لسقام الجهل شافية
كما دماؤكم يشفى بها الكلب [1]
تشبيه ثلاثة بثلاثة:
هو أن تشبه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء [2] كقول المرقش:
النّشر مسك و الوجوه دنا
نير و أطراف الأكفّ عنم
و قول البحتري:
كالسيف في إخذامه و الغيث في
إرهامه و الليث في إقدامه
و قول بعضهم:
ليل و بدر و غصن
شعر و وجه و قدّ
خمر و درّ و ورد
ريق و ثغر و خدّ
تشبيه ثمانية بثمانية:
و هو تشبيه ثمانية أشياء بثمانية أشياء كقول بعضهم:
خدود و أصداغ و قد و مقلة
و ثغر و أرياق و لحن و معرب
و ورد وسوسان و بان و نرجس
و كأس و جريال و جنك و مطرب [3]
تشبيه الجمع:
هو تعدد المشبه به دون المشبه كقول البحتري:
كأنما يبسم عن لؤلؤ
منضّد أو برد أو أقاح
و قول امرئ القيس:
كأنّ المدام و صوب الغمام
و ريح الخزامى و نشر القطر
[1] تحرير التحبير ص 165.
[2] كتاب الصناعتين ص 250، العمدة ج 1 ص 292، حسن التوسل ص 120، نهاية الارب ج 7 ص 46.
[3] شرح عقود الجمان ص 87.