نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 269
الجسم إلى حدّ. فوصوله إلى ذلك الحدّ آني، ثمّ إذا تحرّك عن ذلك
الحدّ فقد زال وصوله و إنّما يكون زوال وصوله و حركته عن ميل حادث، و حدوثه ليس في
جميع زمان اللاوصول بل في طرفه. فيكون في طرفه زوال الوصول، فلا يكون فيه الوصول
[27].
فهناك آنان: آن الوصول[1]، و آن اللاوصول، و بينهما
زمان السكون.
و الجواب: أنّ ما قرّره الشيخ مبناه على امتناع/ 28SA /
اجتماع ميلين، فلا بدّ من التعرّض للميل الأوّل. و أمّا ما ذكرتم فهو طريق[2] آخر في الدلالة، و تعيين الطريق غير لازم.
و رابعها: إنّ هذه الدلالة[3] يتمّ بدون المقدّمة القائلة بأنّ الميل آني ليس كالحركة فنقول: هذا
بالحقيقة[4] ليس مقدّمة في الدليل، بل جواب لسؤال[5] مقدّر عسى أن يقال:
الميل لا خفاء في أنّه يستمرّ[6] و يبقى زمانا كالحركة، فلم لا يجوز أن يكون الميل زمانيا كالحركة؟
أجاب: بأنّه ليس كالحركة [28]، فإنّهما و إن وقعا في الزمان إلّا أنّ
الميل يوجد في الآن و يستمرّ، و الحركة لا تقع إلّا في الزمان.
و خامسها: إن أردتم بقولكم: «الميل علّة الوصول» أنّه علّة
موجبة له، فهو ممنوع. و إن أردتم أنّه علّة معدّة للوصول فمسلّم، و لكن لا يلزم
وجوده في آن الوصول، لعدم اجتماع العلّة المعدّة مع المعلول.
و سادسها: إنّه إذا وصل المتحرّك إلى حدّ يتوجّه إليه فلو وجب بقاء
الميل[7] الموصل في ذلك الحدّ لزم أن يكون الجسم إذا تحرّك إلى حيّزه الطبيعي
يبقي الميل الموصل فيه ما دام في حيّزه، لكنّهم صرّحوا بخلافه.
و يمكن أن يجاب عنه: بأنّ الحجر إذا تحرّك من الهواء إلى حيّزه
الطبيعي فلا شكّ في بقاء ثقله[8] [29]، و لكن ثقله ما دام في
الهواء كان مزيلا مقرّبا و بهذا الاعتبار هو ميل، فإذا وصل إلى حيّزه كان ثقله
موصلا و يبقى ما دام في حيّزه الطبيعي، و الّذي زال هو الميل من