نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 246
بتكرار بعض ما سلف، فإنّ تكرار الدرس ممّا يجلب نشاط النفس[1]! فنقول: قد تبيّن أنّ الحركة الدورية السماوية إرادية، لأنّ حركة
الجسم البسيط إمّا قسرية أو طبيعية أو إرادية، إذ مبدءها إمّا خارج المتحرّك فهي
قسرية، أو لا، و حينئذ إمّا أن يكون مع شعور[2] و إرادة فتكون إرادية، أو لا فتكون طبيعية و لا يجوز أن تكون حركة
الفلك طبيعية و لا قسرية[3]، فتعيّن أن[4] تكون إرادية.
أمّا أنّها ليست طبيعية: فلأنّ كلّ حدّ من حدود المسافة يتركه[5] بالحركة المستديرة يكون تركه هو التوجّه إليه، فلو كانت طبيعية يلزم
أن يميل بالطبع بحركة واحدة إلى ما يميل عنه بالطبع[6]، و يكون طالبا بحركته[7] وضعا ما بالطبع في موضعه و تاركا له هاربا عنه بالطبع. و من المحال
أن يكون المطلوب بالطبع متروكا بالطبع و المتروك بالطبع مطلوبا بالطبع! و أمّا
أنّها ليست قسرية: فلأنّ القسر على خلاف الطبع، فلمّا لم يتصوّر الحركة الطبيعية
لم يتصوّر[8] الحركة القسرية. و قد تقرّر أنّ الجسم إذا لم يكن فيه مبدأ[9] ميل طبيعي لم يقبل الحركة القسرية.
و هاهنا سؤالات:
الأوّل[10]: إنّ ما ذكروه[11] في
الحركة الطبيعية[12] يقتضي أن لا تكون حركة الفلك إرادية لأنّ ترك كلّ وضع لمّا كان عين
التوجّه إلى ذلك الوضع، فلو كانت الحركة إرادية كان ذلك الوضع مرادا و غير مراد في
حالة واحدة، و أنّه محال! و اجيب عنه: بجواز كون الشيء الواحد مرادا و غير مراد
من جهتين،/ 24SB /
فإنّ مبدأ الحركة إذا كان له شعور جاز أن يختلف أعراضه، بخلاف ما إذا كان عديم
الشعور، إذ لا يتصوّر اختلاف[13] الجهات
و الأعراض.