نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 107
لصفة فاعليته- يجرى في الحوادث أيضا، إذ لا شكّ أن الفاعلية صفة لا
بدّ لها من علّة، و يجوز أن تكون علّتها ذات الفاعل من حيث الوجود الخارجي، و يجوز
أن يكون غير الفاعل و كانت العلّية باعتبار وجوده الخارجي لا باعتبار الماهيّة و
التصوّر.
إذا عرفت هذا عرفت ما في كلام الشارح حيث كان مشعرا بتخصّص هذا
الاحتمال في القسم الأوّل. اللّهمّ إلّا أن يقال: إنّه كان نظرا إلى الأغلبية، و
فيه تعسّف! و بما قرّرنا ظهر اندفاع ما أورده الامام، إذ العلّة الغائية لا يلزم
أن تكون علّيتها باعتبار التصوّر حتّى يلزم تحقّق الشعور في الطبائع و لا امتناع
في كون تلك الطبائع نفسها علّة لصفتها الفاعلية، و لم تكن فاعليتها مستندة إلى
غيرها كالعلّة القديمة فتأمّل! و أمّا الجواب الّذي ذكره الشارح فمخالف لما اشتهر
من تقسيم المركّبات إلى المواليد، حيث كان متضمّنا لنفي الشعور عن المعادن و
النبات، فكيف عن البسائط! فتأمّل! (12). أقول: يمكن أن يقال: الغاية أعمّ من
العلّة الغائية، قال المحقّق الشريف في حاشية شرح القاضي: «كلّ حكمة و مصلحة تترتّب على
فعل تسمّى غاية من حيث إنّها على طرف الفعل و نهايته، و فائدة من حيث ترتّبها
عليه، فتختلفان اعتبارا و تعمّان الأفعال الاختيارية و غيرها، و أمّا الغرض فهو ما
لأجله إقدام الفاعل على فعله، و يسمّى علّة غائية له». و قال في حاشية المطالع: «أراد بالعطايا السيّالة
الوجودات الخاصّة و ما يتبعها من الكمالات، فإنّها على الدوام فائضة على الممكنات
من ذلك الجناب المنزّه أفعاله عن العلل الغائية و الأغراض و إن كانت مشتملة على
حكم و مصالح لا تصحى، و يسمّى غايات». هذا كلماته. و على هذا القول اثبات الغايات
في أفعال الطبائع لا يستلزم اثبات العلّة الغائية حتّى يلزم أن يكون لها شعور و
تصوّر. إلّا أن يثبت الإمام انّ مرادهم من الغاية هي العلّة الغائية تأمّل! (13).
أقول: حمل صيرورة المادّة مادّة بالفعل على تحصّلها بالفعل، لا على صيرورتها
متّصفة بوصف كونها مادّة و محلّا للصورة، إذ حينئذ لا يلزم كون العلّة الأولى علّة
لذات المادّة، بل إنّما يلزم علّيتها لوصفها أي: كونها مادّة و محلّا للصورة. و
الظاهر من كلام المتن و الشرح علّيتها بالنسبة إلى ذوات كلّ مادّة و صورة، لكن ما
ثبت فيما مرّ هو أنّ
نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 107