نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 82
عقلية و هو الانقسام بحسب الماهيّة، كانقسام النوع إلى الجنس و
الفصل، أو خارجية و لا يخلو إمّا أن يكون متشابهة و هو الانقسام بحسب[1] الكمّيّة، أو غير متشابهة- و هو الانقسام في المعنى، كما في الجسم
إلى الهيولى و الصورة.
أو نقول: الانقسام إمّا بحسب العقل أو بحسب الخارج و لا يخلو إمّا
أن يكون بالقوّة و هو الانقسام في الكمّ أو بالفعل، و هو الانقسام بحسب[2] المعنى، أي: بحسب الحقيقة إلى حقائق مختلفة، فإنّ حقيقة الجسم ينقسم
إلى الهيولى و هي معنى، و[3] الصورة
و هي معنى [46].
فإن قلت: يرد على الوجه الأوّل أنّ الانقسام الكمّي ليس إلى الأجزاء،
لأنّه إذا طرأ الانقسام انعدم الكمّ و حصل كمّيات اخرى ليست أجزاء للكمّ الأوّل. و
على الوجه الثاني الانقسام في الكمّ المنفصل، فإنّه انقسام بالفعل و ليس بالمعنى[4]، بل بحسب الكمّ.
فنقول: أقسام الكمّ و إن لم يكن أجزاء له في الحقيقة إلّا أنّه يطلق
عليها الأجزاء تسامحا حتّى يقال: إنّها أجزاء يحصل بعد حصول الكلّ. فالمراد
بالأجزاء الّتي هي مورد القسمة ما يقال لها أجزاء[5]، سواء كان بالحقيقة أو لا،
و على هذا قوله: «كما للمتصل إلى الأجزاء المتشابهة». و لا نسلّم أنّ انقسام الكمّ
المتّصل[6] ليس في المعنى، فإنّ انقسامه ليس إلى الكمّيات، بل إلى الوحدات و هي معان.
و الأوضح في القسمة أن يقال: الانقسام إمّا إلى أمور عقلية كالمركّب
من الجنس و الفصل، أو إلى أمور خارجية. فإمّا أن يكون متشابهة كما في الكمّ المتصل
و المنفصل، فإنّ العشرة لا يتركّب من الستّة و الأربعة، بل من الوحدات و هي
متشابهة،[7] أو غير متشابهة و هو الانقسام بحسب المعنى [46].
[209/
1- 55/ 3] قوله: و كلّ واحد[8]من
التركيب و الانقسام يقتضي أن يكون ذات الشيء المركّب أو المنقسم إنّما يجب بما هو
جزء له[9].