و تقريره أن يقال: هب! أنّ التعيّن و الوجوب أمران عدميان، لكنّهما
ليسا عدما محضا حتّى لا يصحّ عليهما التعارض و التلازم. و فرق[3] بين العدميّ و العدم و الأمور العدمية/ 10SA / يصحّ أن يكون فصولا[4] لأمور موجودة [39] كما يقال: الإنسان حيوان ناطق مائت، و المائت[5] عدمي، فبالأولى جواز أن تكون عارضة له أو لازمة.
لا يقال: المراد بالعدم[6] المحض
أنّه معدوم في الخارج، و المعدوم في الخارج لا يصحّ أن يكون عارضا أو لازما لأنّا
نقول: كلّ ماهيّة يلزمها سلب أغيارها[7]، و يعرضها سلب بعض أحوالها
المفارقة. و لا شكّ أنّ[8] ما
ذكره الإمام مندفع بهذا القدر، لكن الحجّة لا تتمّ على هذا التقدير [40]، لأنّ
إتمامها يتوقّف على احتياجهما إلى العلّة، و إذا[9] كانا عدميين فكيف يحتاجان إلى العلّة؟!
[207/
1- 50/ 3] قوله: الواجب يساوي الممكنات.
هذا نقض أورده الإمام على الدليل حسب توجيهه. و هو أنّه لو تمّ
الدليل لزم أن لا يكون الواجب موجودا، لأنّه لو وجد الواجب لكان مشاركا لسائر[10] الموجودات[11] في
الوجود و[12] مخالفا[13] في التعيّن، و ما به الاشتراك غير ما به الامتياز فيكون ذات الواجب
مركّبا ممّا به الاشتراك و ما به الامتياز، و حينئذ إن[14] كان بينهما ملازمة فإن كان الملزوم هو الوجود يكون ذلك التعيّن لازما
لكلّ وجود، فيلزم انحصار كلّ وجود في ذلك