توجيهه أن يقال: إن أراد بقوله: «وجوده معقول[2]» الوجود الخاصّ الّذي هو نفس حقيقته، فلا نسلّم أنّه معقول و إن أراد
به الوجود المطلق فمسلّم[3]، لكن لا يلزم منه إلّا
مغايرة الوجود المطلق لحقيقته، لا مغايرة الوجود الخاصّ.
فإن قلت: المعقول من الوجود هو الكون، و تخصيصه[4] بالإضافة إلى المحلّ[5] فالوجود الخاصّ الواجب[6] إنّما يتخصّص بالإضافة إلى ماهيّته.
و أيضا: الوجود الخاصّ لو كان نفس حقيقته لا يكون[7] مفهوم الوجود الكون، لأنّ حقيقته ليست هي[8] الكون الخاصّ، و حينئذ يكون قول الوجود على الوجود الخاصّ قولا
بالاشتراك اللفظي.
فنقول: لا نسلّم أنّ تخصيص الوجود بالإضافة إلى المحلّ[9]، و إنّما يكون كذلك لو لم
يكن ذلك الوجود قائما بالذات، و هو ممنوع فإنّ الوجود[10] الواجب وجود خاصّ قائم بذاته. و أمّا الثاني فلا نسلّم أنّ نفس[11] حقيقة الواجب ليس هو الكون الخاصّ[12]، فإنّ الشيخ يصرّح فيما
بعد: إنّ الوجود مقوّم للواجب عارض للممكن.
[202/
1- 37/ 3] قوله: و منها قوله: لو لم تكن حقيقة الواجب.
تقريره: إنّ حقيقة الواجب لو كانت[13] نفس الوجود و هي علّة للممكنات[14] فعلّة الممكنات إمّا ان يكون مجرّد الوجود، أو الوجود مع القيود
السلبية[15]. و الثاني باطل، لأنّ السلب لا يصحّ أن يكون جزءا من العلّة. فيلزم أن
يكون مبدأ الممكنات/ 7SB / مجرّد الوجود، فيكون سائر الوجودات مبادئ
الممكنات، و هو محال.