نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 445
المعدوم، رجع التفسير[1] إلى
أنّ اللذّة إدراك الموجود و الألم إدراك المعدوم و ذلك باطل! أمّا تفسير اللذّة
فلأنّه يلزم منه أن يكون إدراك الأحوال الحاصلة عند احتراق[2] الأعضاء أو تبرّدها بالثلج أو عند سماع الأصوات المنكرة و شمّ
الروائح[3]/ 34SB / المؤذية و رؤية الأشياء المؤذية لذّات
لأنّها[4] إدراك موجودات و أمّا الألم فلأنّ العدم لا يحسّ به.
و إن أراد بهما التفسير المشهور و هو: إنّ الخير هو اللذّة و ما يكون
وسيلة إليها، و الشرّ هو الألم و ما يكون وسيلة إليه كان معنى التفسيرين أنّ
اللذّة إدراك اللذّة و ما يكون وسيلة إليها، و الألم إدراك الألم و ما يكون وسيلة
إليه[5]، و فساده ظاهر.
و إن فسّرهما بشيء ثالث فلا بدّ من ذكره لينظر فيه! و أمّا الكمال
فالأكثرون فسّروه بأنّه حصول شيء لشيء من شأنه أن يكون له. فيقال لهم[6]: إن كان المراد من قولكم: «من شأنه أن يكون له» إمكان اتّصافه به، لزم أن يكون الجهل و الأخلاق[7] الرديئة و التركيبات الفاسدة كلّها كمالات، لإمكان اتّصاف النفس و
الأجسام بهذه الصفات و إن كان المراد شيئا آخر فاذكروه لنتكلّم عليه! قال الشارح:
ما ذكرنا في بيان التعريفين يغنى عن جواب هذه الأسئلة، لأنّه بيّن أنّ المراد
بالكمال و الخير هاهنا الإضافيان المنتسبان[8] إلى الغير، و بقولهم في تعريف الكمال:
«ما من شأنه أن يكون له أن يناسب[9] الشيء و يليق به»، و لا شكّ أنّ الأخلاق الرديئة و التركيبات
الفاسدة لا يليق بالنفوس و الأجسام و بالخير الموجود، لا مطلقا بل من حيث هو
مؤثّر، فلا يرد النقوض لأنّها ليست مما يؤثّر و بالشرّ الشرّ بالعرض و هو الموجود
الّذي يكون سببا لعدم شيء آخر. فجاز أن يحسّ[10] به.
[88/
2- 341/ 3] قوله: أراد الفرق بين الخير[11]و الكمال.
لا يستراب في أنّهما متساويان[12] صدقا، و الكلام في تغايرهما مفهوما. و الإمام