نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 277
يكون هو حاصلا فيه».
على أنّه ليس يلزم من امتناع الحصول التدريجي أن يكون دفعيا كما صرّح
به الشيخ.
و لو استدلّ على ذلك بقوله: «فإنّ كلّ حاصل بعد ما لم يكن»
فبيان امتناع الحصول التدريجي مستدرك، إذ لو ثبت هذه القضية كفت في الاستدلال.
لكنّه[1] إن اراد «بأوّل الحصول» آن الحصول، فلا نسلّم أنّ كلّ حادث يكون لحدوثه آن يكون
موجودا فيه، فإنّ الحركة حادثة و ليس لها أوّل حدوث هي موجودة فيه[2]. و إن أراد أنّه يوجد في زمان هو أوّل أزمنة حصوله[3] فمسلّم، و[4] لكن
من أين يلزم تتالي الآنات؟!
الشيء إمّا أن يحصل على سبيل التدريج، أو لا. و معنى الحصول على
التدريج حصول ما له هوية اتصالية يمتنع أن يقع[6] إلّا في زمان، بل لا بدّ و أن ينطبق على اتصال الزمان كما في الحركة.
و حصول الحركة ليس حصول أشياء كثيرة في أجزاء الزمان، لأنّه ليس للحركة أجزاء و لا
للزمان أجزاء بل ليس إلّا حصول شيء واحد في زمان واحد. نعم! لو يفرض للزمان
أجزاء يفرض في الحركة أيضا أجزاء تكون في تلك الأجزاء من الزمان[7]، لكنّه ليس يلزم أن يكون
حصول الحركة في الواقع حصول أشياء متعدّدة، فهذا هو الحصول التدريجي و هو حصول في
الزمان لا في طرفه[8].
و أمّا الحصول لا على التدريج فهو إمّا الحصول في طرف الزمان و هو
الآن لا في الزمان، أو الحصول في الزمان دون الآن، أو الحصول في الزمان و في[9] طرفه. و في معنى الحصول في الزمان لا على سبيل التدريج أن لا يوجد[10] في ذلك الزمان آن إلّا و ذلك الشيء حاصل فيه، ككون الشيء متحرّكا.
فإنّ هذا لا يصدق على الجسم في طرف الزمان، لأنّ الحركة زمانية. نعم! يصدق على
الجسم في كلّ آن يفرض من[11] آنات
زمان