نام کتاب : الهيات المحاكمات نویسنده : الرازي، قطب الدين جلد : 1 صفحه : 154
البعدية[1] لا تكون إلّا زمانية، فيكون قبل كلّ حادث زمان[2].
الثاني: إنّ الوجود الحادث بعد أن لم يكن، له قبل. و ذلك القبل أمر
غير قارّ يتجدّد و يتصرّم، و هو الزمان.
فلمّا كفى في الاستدلال عدم اجتماع القبلية و البعدية، أو تجدّد
القبل و[3] تصرّمه، فالجمع بينهما في الاستدلال يستلزم استدراك أحدهما لا محالة
[19]. و قد علم من هذا أنّه لو لا إيراد المقدّمتين لما احتيج[4] إلى إثبات القبل بالذات بل يكفي في البيان وجود القبل في الجملة.
[223/
1- 86/ 3] قوله: و اعلم! أنّ الزمان ظاهر الإنّية.
أراد أن يبيّن أنّه لم وسم هذا الفصل بالتنبيه، و الفصل الآخر[5] بالاشارة، فقال: إنّ[6] الزمان[7] ظاهر الإنّية خفيّ الماهيّة أمّا أنّه خفيّ الماهيّة[8] فظاهر، و أمّا/ 16SA / أنّه ظاهر الإنّية فلأنّ[9] سائر الناس يجزمون بوجوده، حتّى قسّموه إلى الساعات و الأيّام و
الأسابيع[10] و الشهور و السنين.
فإنّ قلت: هب! أنّ الزمان[11] مطلقا ظاهر الإنّية، إلّا أنّ وجود الزمان قبل كلّ حادث ليس بظاهر، و
هو المطلوب من الفصل فما هو ظاهر الإنيّة ليس بمطلوب من الفصل، و ما هو المطلوب من
الفصل ليس بظاهر الإنيّة! فالأنسب التعبير عن الفصل بالإشارة.
فنقول: كون الحادث مسبوقا بزمان ظاهر أيضا. فإنّ الحادث ما كان ثمّ
كان. و ليس معناه إلّا أنّ هناك زمانا ما[12] كان[13] فيه ثمّ زمانا آخر كان فيه، فإنّ لفظة «كان» مشعرة بالزمان على ما
سيصرّح[14] الإمام في اعتراضه بعد.
الهيات المحاكمات 154 [223/ 1 - 86/ 3] قوله: و اعلم! أن
الزمان ظاهر الإنية. ..... ص : 154
ّ لإمكان أن يقال: كان معدوما، أو كان اللّه- تعالى- موجودا، بيّن
أنّ ذلك ليس نفس